المسرح يطرق أبواب الأحياء في مدنين في الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لمسرح الأحياء

تعيش مدينة مدنين على وقع الفن المسرحي من خلال تظاهرة المهرجان الدولي لمسرح الأحياء في دورته الثامنة، وهي من تنظيم الفضاء الثقافي "المسرح الصغير" من 9 إلى 13 أفريل 2025، وهو موعد فني وثقافي بات تقليدا سنويا يحتفي بالمسرح ويمنح الحياة للفضاءات العامة والمدارس من خلال عروض متنوعة وورشات تكوينية، بمشاركة فنانين من تونس وخارجها.

وانطلقت فعاليات المهرجان امس الأربعاء 09 أفريل 2025 بساحة "المسرح الصغير" بفقرة افتتاحية تنشيطية ضمت عروضا فنية متنوعة، تلاها عرض لمسرحية "اعتراف" للمخرج محمد علي بن سعيد. ويتميز اليوم الثاني بانطلاق الورشة التكوينية في "فن الممثل" و"صنع وتحريك العرائس"، ثم عرض " Exclamation Mark" من إيطاليا، بالإضافة إلى مسرحية "قرط" لمحمد بوسعيدي وإنتاج المسرح الوطني التونسي.

ويتابع الجمهور في اليوم الثالث من المهرجان المسرحية الموجهة للأطفال "بوب مبعوث القيصر" لمحمد سليمة و"عصفور جنة" لحسام الساحلي. ويكون الموعد يوم 12 أفريل مع سلسلة من عروض الأطفال هي "رحلة سنجوب" و"الجندي الشجاع" و"لحية جدي"، لتختتم عروض هذا اليوم بعرض المسرحية المغربية "المحطة 50".

ويسدل الستار على هذه الدورة يوم 13 أفريل بعرض للأطفال يحمل عنوان "division" تليها مسرحية "الجدار". وتتميّز هذه التظاهرة المسرحية بانفتاحها على الفضاءات المفتوحة والمدارس والأحياء الشعبية، حيث تنقل المسرح إلى الجمهور بدل أن ينتظره في قاعات العروض. وتستقبل مؤسسات تربوية مثل المدرسة الإعدادية بحي الزيتون والمدارس الابتدائية مصباح الجربوع والأمل وطريق قابس.

ويهدف المهرجان إلى ترسيخ الثقافة المسرحية في الوسط المدرسي والأحياء وتعزيز القيم الفنية والإنسانية لدى الأطفال والشباب، إضافة إلى التبادل الثقافي الدولي من خلال مشاركة فنانين من دول أجنبية.

وأفاد مدير المهرجان كريم خرشوفي أن من أبرز ما يميّز هذا المهرجان هو خروجه من القاعات المغلقة إلى الأحياء والمؤسسات التربوية، حيث تُقدم العروض المسرحية وورشات التكوين في الساحات والمدارس. وهو ما ينسجم تماما مع الفلسفة التي تأسس عليها المهرجان، قائلا: "المهرجان تأسس على مبدأ أساسي هو حق الجهات في المسرح والفنون وعلى جدلية أن العرض الفني هو من يتجه نحو الجمهور لا العكس".

وأكد كريم خرشوفي أن تمويل المهرجان لا يزال ذاتيا. وعبّر عن استيائه مما اعتبره "تجاهل تام من الجهات الجهوية والوطنية رغم بلوغ المهرجان دورته الثامنة بمشاركة دولية". وقال "نطالب فقط بحقوقنا في الدعم لنصنع من هذه الأحياء فضاءات أمل وإبداع"