انتظم، يوم الخميس 13 نوفمبر بالمعهد العالي للفنون والحرف بتطاوين، ملتقى علمي مغاربي تحت عنوان "المجتمعات المحلية الحدودية: مقاربات أنثروبولوجية لقضايا الثقافة والهوية والتنمية"، وذلك بحضور أساتذة محاضرين من ليبيا والجزائر.
وانطلق الملتقى في يومه الأول بالتأكيد على أهمية الروابط الثقافية والتاريخية بين تونس والدول الحدودية عامة، في إطار مشروع المغرب العربي الكبير، وما لهذا التشكّل من دور في تمتين الروابط الثقافية بين البلدان، حتى لا تكون الحدود المرسومة عائقًا أمام نماذج التنمية المشتركة في ما بينها.
وقال رئيس قسم التربية وأستاذ الأنثروبولوجيا بالمعهد العالي للفنون والحرف بتطاوين، محمد حسني، إن "الملتقى يتنزل في إطار دراسة أنثروبولوجية علمية للمناطق الحدودية واحتفاءً بعشرينية المعهد، ويهدف إلى التركيز على الجنوب الشرقي وخاصة المناطق الحدودية بولاية تطاوين، من خلال الربط بين التنمية المستدامة والموارد الطبيعية للجهة التي تحدها الجزائر غربًا وليبيا شرقًا".
وأضاف أن "وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وخاصة جامعة قابس، دأبت في عديد المحافل على تنظيم مثل هذه اللقاءات التي تهدف إلى توثيق الصلة بين الجامعات التونسية ونظيراتها في الدول المغاربية مثل ليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا وغيرها، عبر إنتاج بحوث أنثروبولوجية وعلمية تؤكد هذا التماس والتكامل بين بلدان المنطقة"، معتبرًا أن البحث العلمي هو البوابة الرئيسة لتوثيق وتمتين هذه الشراكات.
وأشار في السياق ذاته إلى أن طلبة المعهد هم المستفيدون الرئيسيون من هذا الملتقى، حيث تتنزل هذه الأبحاث في إطار الأنثروبولوجيا الثقافية والعلمية، إضافة إلى طلبة التخرج بشعبة التربية والتعليم من خلال الاستفادة من هذه المعارف في ترسيخ مفاهيم وقيم مهمة للأجيال الناشئة مثل القيم البيئية وكيفية استغلال الموارد الطبيعية.
وأبرز أن هذه الدراسات تسهم أيضا في تحليل الظواهر الاجتماعية الكبرى المنتشرة في الوسط الجنوبي، وعلى رأسها هجرة الشباب في السنوات الأخيرة، مؤكدا أنه لا بدّ للبحث العلمي أن يوفر أرضيّة علمية تُوظّف في منوال تنموي جديد يهدف إلى فك العزلة عن المناطق الحدودية وتعزيز استدامة التنمية فيها.
ويتواصل الملتقى العلمي الأنثروبولوجي على مدى 3 أيام، من خلال جلسات علمية تهدف إلى تبادل الخبرات والمعارف المشتركة بين الباحثين من مختلف الدول المغاربية.

البرامج

إشترك الأن

تونس

دروب الثقافة