تقديم كتاب "كلمات تونسية من البايليك إلى وسلات" لعبد الواحد المكني

 احتضن فضاء مكتبة الكتاب بالعاصمة مساء امس الخميس  20 جوان 2025 حفل تقديم وتوقيع الإصدار الجديد للمؤرخ عبد الواحد المكني، "كلمات تونسية من البايليك إلى وسلات".

ويقدم الباحث في هذا الكتاب الصادر عن دار سيراس للنشر خمسين كلمة عامية تونسية ويعود إلى جذورها ومعانيها القديمة والحديثة حسب السياقات التي جاءت فيها وكيف تطورت استخداماتها عبر الزمن.
وفي تقديمه لمؤلفه الجديد أشار عبد الواحد المكني إلى أنه يصنف ضمن "التأثيل" أي العودة إلى أصل الكلمات، وأن الكلمات المضمنة فيه تعتمد ترتيبا أبجديا من الباء إلى الواو.
ورغم الاعتماد على الترتيب الأبجدي إلا أن هناك مفارقة بين الكلمة الأولى "البايليك" والكلمة الأخيرة "وسلات" فالأول يحمل معنى الدولة وتحديدا الدولة العتيقة، أما الثاني فيصف مجموعة من أقدم السكان التونسيين الذين كانوا يسكنون في سفوح "جبل وسلات" وشاركوا في العديد من المحطات التاريخية الوطنية التي ذكرها المؤرخ في هذا الأثر، إلى أن أمر حسين باي (الذي يمثل البايليك) سنة 1728، بإجلائهم منه وتم تهجيرهم إلى غاية سنة 1735، ومن هذا المنطلق تم تضمين الكلمتين في عنوان المرجع.
وتطرق المؤرخ إلى العديد من المصطلحات التي جمعها في هذا الأثر وأبعادها التاريخية والرمزية على غرار كلمة "الديوان" وهي كلمة فارسية الأصل وتحمل معنيين الأول مرتبط بمؤسسات السلطة والثاني له بعد صوفي إذ تستعمل للتعبير عن الديوان الرمزي عند الصوفيين الذي يتمتع به "الولي" الذي يصل إلى أعلى درجات البركة حسب تصورهم.
أشار الكاتب في تقديمه لبعض ماورد في الكتاب، إلى أهمية الغناء والشعر في بناء التعريفات التي قدمها إذ أدرج عددا من القصائد والأغاني التي ترتبط بسياقات نشأة المفهوم وتطوره.
هذا المرجع الذي يضم 502 صفحة يراوح بين التعريفات والصور، حيث يتراوح عدد الصفحات التي تعرف كل كلمة بين 10 و 15 صفحة، وفي هذا السياق أثنى المكني على المجهودات التي قام بها سامي منيف، مدير النشر بالدار التي أصدرت الكتاب، خاصة في إثراء العمل بصور تؤيد المعطيات التاريخية الواردة في نص التعريفات، مأخوذة من أرشيف الدار، وهو ما استلزم سنة من العمل على الإخراج الفني لهذا الكتاب.
وفي إجابة عن سؤال وكالة تونس إفريقيا للأنباء حول فترة البحث والتجميع للمادة التاريخية المضمنة في الأثر، أشار عبد الواحد المكني إلى أن العمل على الكتاب استغرق سنتين من الزمن ولكن ما يحتويه ينهل من كامل مساره البحثي والأكاديمي، حيث اعتمد فيه عديد المراجع التي استعان بها طيلة سنوات عمله.
وفي حديثها عن هذا العمل الذي كتبت تقديمه وشهدت مراحل ولادته منذ أن كان فكرة، أشارت الصحفية مريم بالقاضي إلى أن تأصيل الكلمات العامية التونسية من قبل عبد الواحد المكني انطلق في فقرة إذاعية رافقها فيها المؤرخ وكانت تمتد على 5 دقائق يقوم خلالها المكني في كل حصة بالتعريف بإحدى الكلمات، وبعد انتهاء هذه التجربة تبادر إلى ذهنه أن يقوم بعمل توثيقي للكلمات التي قدمها ولغيرها حتى يقدم مرجعا للتونسيين وغيرهم حول أصول الكلمات.
وأشارت بالقاضي بالمناسبة إلى أنها اقترحت على المؤرخ أن يعمل على تعريف القراء على الكلمات المرتبطة بالثقافة الغذائية لكونها تمس التونسيين من مختلف الفئات، ومن هذا المنطلق يحتوي الكتاب على حوالي 10 كلمات تقدم مصطلحات مرتبطة مباشرة بالشرب أو الأكل على غرار "الشاذلية"، القهوة، و"البشكوطو" و "وذنين القاضي"، من الحلويات التونسية، وغيرها من المصطلحات.
وحول إمكانية إصدار جزء ثان من هذا العمل خاصة وأن تونس تشتهر بمئات المصطلحات التي تميزها ثقافيا عن بقية الدول العربية، أشارت وداد بن يحمد ممثلة دار "سراس للنشر" أنه سيتم العمل على جزء ثان من الكتاب في انتظار أن تتم ترجمته للغات أخرى.
جدير بالذكر أن المكني اعتمد في كتابه على المزج بين السرد التاريخي والحكي ليقدم للقراء مادة ثرية من حيث المعلومات وممتعة من حيث أسلوب الكتابة، علما أنه تم إصدار الكتاب خلال فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب في دورته التاسعة والثلاثين (من 25 أفريل إلى 4 ماي 2025) حتى يكون في متناول أكبر عدد من القراء.
وللإشارة فإن هذا الأثر ليس الأول الذي يهتم فيه عبد الواحد المكني بالخصوصيات الثقافية التونسية، إذ صدرت له عن دار محمد علي للنشر سلسلة من ثلاثة أعمال عنونها ب" توارخ وتآريخ"، صدر الأول منها سنة 2019 ويحمل عنوان "زمان الأبيض والأسود " والثاني سنة 2022 ويحمل عنوان "زمان الألوان" والثالث سنة 2025 وعنوانه "زمان عمى الألوان".
 

شارك:

سبر أراء

ما هي أنواع البرامج التي تفضلونها أكثر؟

عدد الأصوات : 211

إشترك الأن

العشويّة
زوم اليوم
الإذاعة الثقافية

الإذاعة الثقافية

ON AIR
العشويّة
زوم اليوم