المنستير: معرض "تنفيس" للفنّان التشكيلي عبد الباسط التواتي.. تجربة تشكيلية للتنفيس عن الذات من الضغط اليومي

يتواصل معرض "تنفيس" للفنّان التشكيلي عبد الباسط التواتي بالمركب الثقافي بالمنستير إلى غاية 28 مارس الجاري، من خلال عرض 32 لوحة أنجزها خلال الفترة الممتدة من سنة 2000 إلى غاية الثلاثي الأول من السنة الجارية.

وأوضح الفنان التشكيلي أنه إختار إسم "تنفيس" لمعرضه، نظرا لحاجة الإنسان الأكيدة لممارسة الفعل الإبداعي في مجال الفنون الجميلة حتى يتمكن من التنفيس عن ذاته وإعادة ترتيب انفعالاته ومشاعره وبالتالي إيجاد توازنه، على حد تعبيره.

وأكد في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أن ممارسة الفن التشكيلي هو بمثابة "التنفيس" بالنسبة إليه بحكم طبيعة عمله المضني كطبيب مختص في علاج المدمنين، وهو ما يتطلب منه التوقي من الضغط النفسي اليومي والتنفيس عن نفسه عبر الهروب الى ورشة الرسم طلبا للراحة، قائلا "ورشتي هي متنفسي"، ومستشهدا بمقولة الفيلسوف الألماني الشهير فريديريك نيتشه "لدينا الفن حتى لا تميتنا الحقيقة".

وأقر الطبيب الفنان ورئيس جمعية "طب ثقافة فن"، أنّ التكوين الأكاديمي والتعرف على المدارس الفنية، ساعده في الاشتغال أكثر على الجانب الإبداعي في أعماله مقارنة بما سبقها، إذ نظم إلى حدّ الآن حوالي 10 معارض شخصية، كان أوّلها سنة 1983 في معتمدية سوق الأحد بولاية قبلي.

كما صرح بأن علاقته بالفن بدأت منذ نعومة أظافره مع الخط العربي وانجاز الجداريات، ورغم أنّه اختار امتهان الطب إلا أنّ عشقه للفنون الجميلة جعله يقرر العودة إلى مقاعد الدراسة لمزاولة هذه المرّة اختصاص الفنون الجميلة، والحصول على درجة الدكتوراه من المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة.

وتتميز أعمال التواتي بتطويع الألوان وتنويع التقنيات المعتمدة ، حيث استعمل اللوحة الواحدة واللوحة الثنائية واللوحة الثلاثية فضلا عن استعمال التنصيبات، من ذلك أنّه حاول عبر تنصيبة مكوّنة من أربع لوحات تثمين مادة البلاستيك، فرغم أنها مادة ملوثة للبيئة إلا أنه يمكن أن تصبح عملا فنيا، على حد قوله.

ويستلهم الفنان التشكيلي عبد الباسط التواتي من التراث المعماري التونسي في انجاز بعض أعماله، علاوة على التفاعل مع ما يحيط به من قضايا في مجتمعه وفي العالم.

وسيحتضن قصر خير الدّين بتونس العاصمة هذا المعرض في جوان 2025 ، حسب ذات المصدر.