يوم "ذاكرة المعهد" يستعيد تاريخ المعهد العالي للتوثيق ويستشرف مستقبله

تحت عنوان "ذاكرة المعهد"، احتضن المعهد العالي للتوثيق يومًا مفتوحًا خُصّص لاستحضار مسار أكاديمي عريق يمتد على أربعة وأربعين عامًا من العطاء العلمي والتربوي، وللاحتفاء بأجيال من الأساتذة والطلبة والخريجين الذين أسهموا في بناء هوية هذه المؤسسة وترسيخ مكانتها في المشهد الجامعي الوطني.
وقد تضمن البرنامج عرضًا وثائقيًا ومعرضًا فوتوغرافيًا، إلى جانب شهادات حيّة استعاد من خلالها الحاضرون أبرز محطات هذا المسار الطويل، من تأسيس المعهد وبداياته الأولى، إلى إنجازاته الأكاديمية والبحثية، مرورًا بالأسماء التي بصمت تاريخه وأغنت رصيده العلمي والمعرفي، وأسهمت في ترسيخ دوره كفضاء للتكوين يخرّج سنويًا أكثر من 150 إطارًا في علوم المكتبات والأرشيف.
وبين مدير المعهد حفصي بالضيوفي، في تصريح لصحفية (وات) بمنوبة، أن اللقاء لم يكن فقط مناسبة لإحياء الذاكرة وتكريم الخريجين الذين حملوا رسالة المعهد إلى فضاءات العمل والعطاء، بل أيضا فرصة لاستشراف آفاق المستقبل الأكاديمي والمهني للمؤسسة، وصياغة رؤية جديدة تجمع بين قدماء وأصدقاء المعهد والطلبة والأساتذة والباحثين، وتعمل على ربط اختصاصاته بمستجدات سوق الشغل وحاجياته المتجددة.
وأضاف مدير المعهد أن هذا اللقاء، الذي يمثل بداية لتقليد سنوي جديد، كان فرصة لتبادل الخبرات وإبرام اتفاقيات تعاون جديدة، وذلك في وقت يدخل فيه المسار الأكاديمي للمعهد منعرجا حاسما نحو تأهيل الشهادات والمسارات الجامعية في مجالات التوثيق والمكتبات والأرشيف، إضافة إلى شهادات الماجستير والدكتوراه في علم المعلومات.
وأوضح أن هذا التوجه يرتكز على مراجعة المناهج وتحديثها، وتشجيع البحث التطبيقي والمشاريع الميدانية، بما يجعل خريجي المعهد أكثر قدرة على الاندماج في سوق الشغل والمبادرة في مجالات اختصاصهم.
وأشار بالضيوفي إلى أن هذا التطوير يشمل أيضا اعتماد الرقمنة وتوسيع مجال الاهتمام بالأرشيف ليشمل الأرشيف السمعي البصري، باعتباره مكونا أساسيا في حفظ التراث غير المادي، ومساهما في تقديم رؤية أشمل للتاريخ الثقافي الوطني.
وأضاف أن المعهد، باعتباره المؤسسة الجامعية الوحيدة المتخصصة في هذا المجال على المستوى الوطني، يساهم في تأثيث بنك المعلومات الوطني بحكم دوره في تجميع وأرشفة وتوثيق المعطيات، مع العمل على تعزيز انفتاحه على محيطه الاجتماعي والاقتصادي.
وفي السياق ذاته، أكد مدير المعهد أن مخبر البحث بالمعهد يعمل حاليا على جمع المعلومات حول الإعاقة، في مسعى لربط الصلة بين الأشخاص ذوي الإعاقة وعائلاتهم والمجتمع، من خلال إنجاز دراسات علمية في غياب الإحصائيات الدقيقة والتوزيع الجغرافي لهذه الفئة، بما يسمح بالقيام بعمل استباقي لتوفير المعلومات وتوثيقها ونشرها.
وكان اللقاء أيضا مناسبة لتكريم الفقيد الأستاذ الطيب السويسي، أحد أساتذة المعهد، تقديرا لعطائه المخلص وجهوده المتميزة خلال مسيرته العلمية والمهنية بالمؤسسة.













