اختتام فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان التراث الاندلسي بتستور

خصصت الدورة الثالثة لمهرجان "التراث الاندلسي التأثيرات الاندلسية بالبلاد التونسية الحصيلة والميراث" في دورة حملت اسم "المناضل والمالوفجي الحاج محمد بن اسماعيل" ونظمتها جمعية تراث تستور من 3 الى 5 اكتوبر الجاري، للموسيقي الاندلسية كرافد من روافد التراث الاندلسي فى تونس.
وقد انتظمت أمس الاحد 05 سبتمبر 2025 فى اطار اختتام فعاليات الدورة ندوة علمية حول الموسيقي الاندلسية تضمنت جلسات ومداخلات وشهادات تحت عناوين " تستور المالوف والمهرجان" وذكريات مختار بن اسماعيل مع والده محمد بن اسماعيل شيخا للمالوف ومديرا للمهرجان" و"رحلة مع العتيق عبر مهرجان عريق" و"ذكريات مختار مستيسر مع النقل الاذاعي لمهرجان المالوف بتستور" و"صون المالوف وحفظه من خلال العمل الجمعياتي والمؤسساتي لجمعية المعهد الرشيدي والاذاعة الوطنية" وحول "مدى تأثير الموسيقي الاندلسية بالبلاد التونسية "و"صون المالوف واثراؤه من خلال العمل المؤسساتي: المعاهد العليا للموسيقي نموذجا" و"نحو قراءة جديدة للمالوف التونسي".
وقال بحري البوغانمي الناطق الرسمي باسم جمعية تراث تستور لوكالة تونس افريقيا للانباء ان المهرجان اختار التطرق الى رافد من روافد التراث الاندلسي فى كل دورة من دوراته وقد تم تخصيص هذه الدورة للموسيقي الاندلسية وللمناضل والمالوفجي محمد بن اسماعيل اعتبارا لاسهاماته فى المحافظة على المالوف وجمع نوبات المالوف والتاسيس لاشعاع تستور فى مجال المالوف، بالإضافة الى مكانته فى النضال الوطنى. وبين أن المهرجان تضمن فقرات متنوعة شبابية وتجارية وفكرية كما انتظم بفضاءات متعددة بتستور تعريفا بالارث الاندلسي.
من جهة اخري قال الدكتور مختار بن اسماعيل ابن المحتفي به فى المهرجان الحاج محمد بن اسماعيل انه رغم ممارسته لمهنة الطب الا ان والده ترك فيه بصمة حب موسيقي المالوف ورسخ فيه الميل للادب وجعل منه شاعرا واديبا قائلا ان تكريم والده له وقع خاص حيث يمثل تعزيز للارث الاندلسي لتستور التى اصبح المالوف متأصلا فى حياة اهاليها وهو موجود فى تفاصيل حياة نسائها ومنازلها وكل تفاصيل تستور التى قال انها تغني معتبرا ان الندوة العلمية تكشف جزءا من حياة والده الفنان والانسان ايضا.
وكشف مختار مستيسر المدير الاسبق للاذاعة الوطنية دور الاذاعة الوطنية فى حفظ ذاكرة المالوف والتراث الاندلسي معتبرا ان هذا الدور كان اساسيا ومحوريا حيث تاسست الاذاعة سنة 1938 واحيث وانقذت التراث الموسيقي التونسي بقيادة نخبة من الوطنيين الذين كانوا يهدفون الى المحافظة على الهوية الفنية التونسية مؤكدا ان دور الاذاعة كان حاسما وتكامل مع دور المعهد الرشيدى وانه احدث ثورة فى المحافظة على المالوف والموسيقي التونسية. كما بين أن الاذاعة التونسية واصلت هذا الدور حتى اليوم فى المحافظة على الهوية الوطنية .
وتجدر الاشارة الى ان شيخ المالوف بتستور الحاج محمد بن اسماعيل عاش بين سنتي 1905 و1984 وقد عمل بالتجارة وتولي مشيخة منطقة اولاد سلامة بتستور من ولاية باجة، وأقيل من منصبه بعد اتهامه مع مجموعة من الوطنيين بافشال زيارة المقيم العام الفرنسي انذاك للمنطقة وكان ترأس في ستينات القرن الماضي فرقة المالوف بتستور وشارك فى تظاهرات ثقافية وطنية ودولية وقد سجلت له عديد النوبات الموسيقية للمالوف. كما انتدب رئيسا دائما لجمعية مهرجان المالوف وعضوا دائما للجنة التحكيم وعند وفاته تولى تأبينه الدكتور صالح المهدى وسمي نهج سكناه باسمه في مدينة تستور.
وتجدر الاشارة ايضا الى ان الدورة الثانية لمهرجان التراث الاندلسي بتستور التاثيرات الانلسية بالبلاد التونسية الحصيلة والميراث لسنة 2025 تضمنت إضافة الى الندوة العلمية كرنفالا واستعراضا بسوق المدينة وسهرة للمالوف الى جانب معرض تضمن نشريات مهرجان المالوف ومعرض الصور التاريخية للفرق وشيوخ المالوف ومعرض تجاري لمدخل المدينة وورشة للتكوين المهنى ومعرض وورشة للخط العربي لمركز الخط العربي.