"عيون العتروس".. قصة مدينة موريتانية ظلمها التاريخ وأنصفتها الثقافة

يُطلق أبناء مدينة لعيون، شرق موريتانيا على مدينتهم لقب "عروس الشرق"، وهو لقب يستبطِن اعتزازًا عميقاً بمدينة رُشِحت في مرحلة ما قبل تأسيس الدولة لتكون عاصمة سياسية، لكنها اكتفت لاحقاً، بعد أكثر من ستة قرون بأن تصبِح عاصمة ثقافية وموطناً للتنوع والتراث.
تبعُد المدينة عن العاصمة نواكشوط أكثر من 800 كلم، على طريق الأمل، أطول طريق في البلاد، وقد أضحت اليوم قبلةً سنوية للفن والثقافة، منذ عام 2022 حينَ أطلقَ أحد أبنائها مهرجاناً تنموياً وثقافياً يحمل اسم "مهرجان لعيون لتنمية الثقافة والتراث"، يجمع في كل نسخةٍ بينَ الزخم الثقافي والمشاريع التنموية التي تنفع الساكنة وتمكُث في الأرض.
يمثل هذا المهرجان السنوي، الذي باتت تترقبُه الساكنة، ويتداعى له الفنانون والساسة والإعلاميون والمثقفون من جميع أنحاء البلاد، احتفاءً بمدينةٍ تأسست قبل استقلال البلاد بعقد ونصف، حوالي 1945م، في ظل حكم المستعمر الفرنسي، حين قررت الإدارة الاستعمارية تحويل المدينة إلى مركز إداري، ولكنها فرضت هويتها الذاتية، بصفتها واحدة من مدن التراث العريق، وحضناً للتنوع الثقافي الموريتاني، وموطناً للمعالم الجيولوجية الفريدة، والمناظر الطبيعية الآسرة، في تناغُم يمزج بين الأصالة المتجذرة، والسعي الطموح نحو تحديث المدينة وتنميتها.
العربية نت