بن عروس: يوم دراسي بعنوان "الجامعة التونسية وفلسطين" بالمعهد العالي لعلوم وتكنولوجيا البيئة ببرج السدرية

نظّمت جمعية "جامعيون تونسيون من أجل الحريات والحقوق الأكاديمية"، امس الجمعة، بالمعهد العالي لعلوم وتكنولوجيا البيئة ببرج السدرية من ولاية بن عروس، يوما دراسيا بعنوان "الجامعة التونسية وفلسطين" أثثته مجموعة من المداخلات العلمية حول القضية الفلسطينيّة تضمنت مقاربات من زوايا مختلفة، وحضرها نخبة من الجامعيين من مختلف الجامعات التونسية الى جانب جامعيين فلسطينيين.

وقال رئيس جمعية "جامعيون تونسيون من أجل الحريات والحقوق الاكاديمية"، أيمن بوعلي ان تنظيم هذا اليوم الدراسي يأتي في سياق الدعم المتواصل للقضية الفلسطينية، والتأكيد على دور الجامعة التونسية في مساندة هذه القضية، والرغبة الملحة من قبل نخبة الجامعة التونسية في إعادة الجذوة والاعتبار لهذه القضية في عمقها التاريخي والسياسي.

واعتبر بوعلي أن السياق الراهن للقضية الفلسطينية وما تشهده غزة من حرب إبادة وتجويع وترويع يفرض على الجميع وخاصة على الجامعة بنخبها ومختلف الفاعلين فيها أن تعلي الصوت وتتحمل المسؤولية فكرا وإنتاجا علميا لمساندة هذا النضال، وللضغط من أجل لجم هذا العدوان الذي وصفه بالهمجي، والوقوف في وجه التطبيع الأكاديمي والعلمي.

وبيّن منسق الحملة الأكاديمية لمناهضة الاحتلال و"الابرتايد" الدكتور رائد موسى (من فلسطين) أن هذا اليوم يترجم المواقف التونسية الرسمية والشعبية المساندة للقضية الفلسطينية، وهو استمرار لهذا النهج من خلال المقاربة العلمية والاكاديمية وانخراطها في دعم هذا المسار بالمنجزات العلمية والبحوث والدراسات كواجهة جديدة للضغط، بما يعزز المسار السياسي الفلسطيني المقاوم ويسنده علميا.

وتناول أستاذ الفلسفة الاجتماعية والسياسية بجامعة تونس المنار، عبد السلام الحيدوري، واقع الجامعة التونسية بين "الابادة الابستيمية ورهان تصفية استعمال العقل" انطلاقا من مقاربة تقرأ المتغيرات الجيواستراتيجية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية والتي اعادت فرض سؤال دور الجامعة والجامعي في مسارات الانعتاق الاجتماعي وفي مساندة قضايا التحرر وتحديد القضية الفلسطينية.

واعتبر الحيدوري أن "طوفان الاقصى" فرض على الجامعي أن يتحمل مسؤوليته في الالتزام بهذه القضايا لا من جانب فكري تأملي فقط بل من باب الالتزام العلمي والقيمي والمعرفي، حتى تعود الجامعة لدورها الريادي في استنهاض الهمم، وفي تحديد سياسات عامة لمشروع وطني كبير منشود أطلق عليه "تصفية استعمال العقل بعيدا عن الهيمنة المعرفية والابستيمولوجية للغرب الاستعماري".

وقدّم علي الطيب الأستاذ المحاضر بالمعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر ورقة تتعلق بالحس التاريخي والتراث النضالي الفلسطيني منذ احتلال فلسطين الى اليوم، وأثر ذلك في وجدان وضمير التونسيين.

وتساءل الباحث عن دور الجامعة التونسية في استبطان وترجمة هذا الوجدان الشعبي العام كفضاء علمي وتدريبي وتأطيري وإخراج معرفي لهذا الإرث التاريخي للقضية الفلسطينية ومدى مساهمة الجامعيين التونسيين من خلال أعمالهم ومنجزاتهم العلمية في معاضدة النضال الفلسطيني، ليخلص في الاخير الى ان هذه الكتابات على ندرتها بقيت سجينة المنهج التاريخي ولا تتعدى الراهن في علاقة بالمنعطفات الخطيرة التي عرفتها القضية، وهو ماعبّر عنه بـ"غياب الاسناد الأكاديمي لترجمة هذا الوعي"، منتهيا الى ضرورة ان يرتقي الاكاديمي الى مستوى تطلعات الضمير الجمعي التونسي في تطلعاته من خلال الإسناد الاستراتيجي والمعرفي والعلمي الذي تترجمه البحوث والمشاريع البحثية الاكاديمية، وإنشاء الهياكل والمخابر والمراكز البحثية التي تقدم رؤى استراتيجية حول القضية وافق الصراع فيها.

أما استاذ العلوم الجيو سياسية بجامعة منوبة رافع الطبيب، فقدّم مداخلة بعنوان "لماذا بقيت جامعتنا عصية عن أي اختراق صهيوني" من خلال قراءة تفكيكية لما احدثه طوفان الأقصى على مستوى الرموز والعقيدة لدى عديد الفاعلين في الجامعات العالمية، وعرّج في الاثناء على نوع من أنواع التطبيع الذي يمارسه بعض الاكاديميين انطلاقا من مقولة ان الحريات الجامعية تشرعن لاستباحة كل شيء ليقيم الحجة على تهافتها انطلاقا من عملها كأدوات للمرجعيات الاستعمارية، وفق تقديره، والتي تعمل بنوع من الوكالة لتؤسس لهذا النوع من الخطاب في محاولة لكسر ما اسماه بالحاجز النفسي والتبرير للتطبيع.

شارك:

سبر أراء

ما هي أنواع البرامج التي تفضلونها أكثر؟

عدد الأصوات : 133

إشترك الأن

تونس

17° - 25°
الأحد28°
الاثنين26°
الثلاثاء26°
الأربعاء25°
الخميس19°
الجمعة21°
استوديو الويكاند
PROGRAMME ITALIEN
SAMEDI TOUT
 مساء السبت
استوديو الرياضة - كريم العوّادي
الإذاعة الثقافية

الإذاعة الثقافية

ON AIR
استوديو الويكاند
PROGRAMME ITALIEN
SAMEDI TOUT
 مساء السبت
استوديو الرياضة - كريم العوّادي