أريانة : ندوة فكرية حول اللغة العربية و تضافر الاختصاصات تؤكد أهمية ترسيخ لغة الضاد

احتضنت المكتبة الجهوية متعددة الوسائط بأريانة، مساء السبت 20 ديسمبر 2025 ، ندوة فكرية تحت عنوان "اللغة العربية وتضافر الاختصاصات"، وذلك بمبادرة من الجمعية التونسية للتربية والثقافة.
واعتبر المشاركون في الندوة أنّها "ليست مجرّد احتفال بروتوكولي باليوم العالمي للغة العربية، بل تمثّل وقفة تأمّل ناقدة لواقع لغوي يشهد تراجعًا ملحوظًا".
وفي هذا الإطار، وصفت مديرة المكتبة الجهوية بأريانة، سنية الحنشي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء  الوضع اللغوي لدى الناشئة بـ"المؤلم"، مشيرة إلى مفارقة لافتة، إذ قالت: "رغم أنّ المكتبة تضمّ أكثر من 43 ألف ناشط، فإنّ عددًا هامًا من التلاميذ يواجه صعوبات حتى في كتابة أسمائهم باللغة العربية كتابة سليمة".
ولفتت الحنشي إلى تشخيص الأساتذة والمعلمين لحالات ضعف مدرسي ملحوظة لدى التلاميذ في مادة اللغة العربية.
كما أشارت إلى ممارسات يعتمدها عدد من الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يتمّ من خلالها استبدال الحروف العربية برموز وأحرف هجينة، معتبرة أنّ ذلك "يهدّد بقطيعة معرفية مع لغة تمثّل حضارة يزيد عمرها عن أربعة آلاف سنة". وشدّدت في السياق ذاته على أنّ اللغة العربية ليست مجرّد أداة تواصل، بل هي "جواز سفر" لتمكين تونس من تعزيز مكانتها إقليميًا ودوليًا.
ومن جهتها، اعتبرت المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بأريانة، عواطف عبد اللاوي، في تصريح ل(وات)، أنّ هذه المناسبة تمثّل أيضًا ردّ اعتبار للمعلم والأستاذ، باعتبارهما عنصرين أساسيين في غرس الشغف بالمطالعة والكتابة لدى الناشئة.
وأجمع المشاركون في الندوة على أنّ الخطر الحقيقي الذي يهدّد اللغة العربية يكمن في ابتعاد أهلها عنها، داعين إلى تضافر جهود المربين والأولياء والمؤسسات الثقافية لتكثيف المبادرات التحسيسية، وتشجيع العودة إلى الكتاب الورقي، والعمل المشترك بين مختلف الاختصاصات من أجل ترسيخ مكانة اللغة العربية.