كتاب "الخبر والعيان" لأحمد القاسمي ضمن القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب

اختير كتاب "الخبر والعيان: نحو تصور جديد لمبحث المنظور ووجهة النظر في فنون القصّ" للأستاذ والباحث التونسي أحمد القاسمي ضمن القائمة الطويلة للدورة العشرين (2025- 2026) لجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع "الفنون والدراسات النقدية". وأعلن مركز أبوظبي للغة العربية عن القائمة الطويلة للجائزة، وضمت 10 عناوين من 8 دول هي تونس ومصر والمغرب والسعودية وسوريا ولبنان والأردن والإمارات العربية المتحدة. وتنوّعت موضوعات الأعمال المختارة بين النقد الأدبي والفلسفة وفنون المسرح والهوية. وصدر كتاب "الخبر والعيان: نحو تصور جديد لمبحث المنظور ووجهة النظر في فنون القصّ" للأستاذ أحمد القاسمي عن مجمع الأطرش للكتاب المختص وكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة،. ويتناول هذا الكتاب أثر مفهوم "الخبر" و"العيان" في تطور مبحث المنظور ووجهة النظر، من الفنون التشكيلية إلى الأدب في أواخر القرن التاسع عشر. ويستهل القاسمي بطرح الإطار النظري لمفهومي "الخبر" و"العيان"، حيث يقارن بين النصوص الأدبية التي تعتمد على اللغة الطبيعية (مفهوم "الخبر") والصور البصرية (مفهوم "العيان"). ويوضح كيف تطورت هذه المفاهيم وتداخلت عبر العصور، مما أدى إلى تنوع طرق التعبير والتلقي في الفنون المختلفة.
ويقدم الكتاب تحليلا منهجيا لتأثير مفهوميْ الخبر والعيان على تطور الفنون من الرسم إلى المسرح والسينما. ويبرز الباحث كيف أن انتقال هذه المفاهيم من الفنون التشكيلية إلى الأدب صاحبه تعديلات منهجية أثرت في الممارسات النقدية والأدبية المعاصرة. وستعرض مثلا كيف أثرت تقنيات الرسم والمنظور البصري في تقنيات السرد الأدبي وبناء الشخصيات وتوجيه القارئ. ويسعى الكتاب من خلال منهج وصفى وتحليلي وتأليفي إلى إعادة النظر في تشكيل مفهوميْ المنظور ووجهة النظر عبر الفنون المختلفة.
يتناول القاسمي أثر هذه المفاهيم على النصوص الأدبية والمسرحية. ويقترح تصحيحا للفهم التقليدي من خلال دمج الرؤى البحثية في السرديات والنقد التشكيلي والسينمائي. كما يقدم الكتاب حلولا للمشكلات التي تواجهها الدراسات في هذا المجال، مثل الخلط بين المصطلحات والفوارق الدقيقة بين وجهات النظر المختلفة. يلاحظ الباحث أحمد القاسمي في تقديمه للكتاب أن مبحث المنظور ووجهة النظر قد تطور مع مرور الوقت، متجاوزا بداياته الأولى ليؤثر في مختلف بحوثه ويمتد إلى النص المسرحي. ويبرز كيف انتقل هذا المبحث إلى المسرح والسينما، واصفا ذلك بتوسع إمبريالي، حيث تأثرت السينما بما قدمه هذا المبحث من عمق.
ويشير الباحث إلى أن رحلة المصطلحين عبر الثقافات المختلفة قد خلفت آثارا على دلالتهما. وقد استنتج أن الدراسات قد عانت من خلط كبير على مستوى المناهج ونتائجها، مما أدى إلى التباس المصطلحات والفوارق بينهما. من هذا المنطلق، يهدف الكتاب "الخبر والعيان" إلى دراسة مسألة المنظور ووجهة النظر في فنون القص من زاوية منهجية جديدة. ويقارن بين أنساق اللغة الطبيعية (الخبر) واللغة البصرية (العيان) وقوانين الإنشاء في فنون الرسم والأدب والمسرح والسينما.
ويسعى الكتاب إلى تصحيح ما في المبحثين من خلل وضبط حدود كل منهما، ودراسة سبل تشكلهما في الفنون المختلفة. ويستفيد الكاتب من الرؤى البحثية في السرديات والنقد التشكيلي والنقد السينمائي والمسرحي والعلوم العصبية والنفسية، لتصنيف معطيات مباحث المنظور وضبط قوانين عمل وجهة النظر ووظائفها. ويعيد الكتاب ضبط مفهوم وجهة النظر والمنظور باستخدام مقاربة بينية ووصفية وتحليلية وتأليفية، ويعمل على تطوير دراسات الأستاذ القاسمي السيميائية التداولية، بما في ذلك أطروحة الدكتوراه بعنوان "التقبّل السينمائي للقص الأدبي".
والباحث أحمد القاسمي هو أستاذ سيميائيات الأدب والسينما بالجامعة التونسية. صدرت له عديد البحوث الأكاديمية منها "الفيلم الوثائقي: في جماليات الإنشاء والتقبل" و"أيقونات: بحوث في سيميائيات الأنساق البصرية" و"التقبل السينمائي للقص الأدبي" و"جمالية الحكي بين الصياغة اللّغوية والمعالجة السينمائيّة" و"غابة النخيل ساعة السّهر" و"هل السينما مذهب إنساني؟". كما صدرت له في الرّواية "الرجل الذي نهشته الكلاب" و وفي النص المسرحي "مسافرون سيرة فرحات حشّاد ورفاقه" وفي الإخراج السينمائي فيلمان قصيران بعنوان "تقريب أزواج" و"سرور".




13° - 20°
