القسطلي يعرض الاسبوع المقبل صورا فوتوغرافية فريدة لحديقة "هنسون" التاريخية بالحمامات

يجمع معرض "جلال قسطلي: هورتوس" (Hortus) والذي سيفتتح يوم 12 ديسمبر الحالي، سلسلة من الصور الفوتوغرافية الفضية الفريدة وغير القابلة للنسخ، والتي التُقطت عام 1983 في مدينة الحمامات، وتحديداً في حديقة "هنسون" التاريخية. ويُعد هذا المكان جوهرة نادراً ما تتم زيارتها وتقع الحديقة داخل منزل الزوجين الأمريكيين فيوليت وجين هنسون، اللذين يُعتبران من الرواد في اكتشاف السحر الخفي للحمامات في أواخر العشرينيات وأول من استقر بها.

 

ومع مرور الوقت تحول منزلهما، "دار هنسون"، إلى مكان أسطوري، حيث ألهمت أجواؤه المتوسطية صانع العطور الفرنسي الشهير، جان كلود إلينا، لابتكار عطر "حديقة في المتوسط" (Un Jardin en Méditerranée) لصالح دار "هيرميس"، وهو عطر يجسد جوهر هذه الحديقة المتوسطية بنفحات من التين، وزهر البرتقال، وشجر الأرز.

 

وتُعرض هذه الصور الفوتوغرافية صغيرة الحجم، التي قام الفنان جلال القسطلي بتحميضها في غرفته المظلمة خلال ثمانينات القرن الماضي، إلى جانب صور كبيرة الحجم أُنجزت في الإطار ذاته وتركت تلك الحدائق التاريخية الخلابة أثراً عميقاً في أعمال قسطلي المستقبلية وفي مقاربته الجمالية.

 

وإلى جانب هذه الصور، يشارك الفنان في معرضه مجموعة شخصية من الرسائل المتبادلة مع المصممة الشهيرة ومبدعة واجهات "هيرميس"، الراحلة ليلى المنشاري، الوريثة الروحية لآل هنسون، والتي يعتبرها قسطلي "ملهمته" (معلمته)، حيث كانت قد استضافته بسخاء في الفيلا التاريخية ليطور نظرته كمصور فوتوغرافي.

 

لقد ولّدت اقامة القسطلي في الحمامات سنوات من الذكريات، ظلت محفوظة لفترة طويلة في ملف بقي مغلقاً حتى موعد افتتاح هذا المعرض، المقرر يوم 12 ديسمبر الجاري في رواق "سلمى فرياني" بحلق الوادي بالضاحية الشمالية للعاصمة، ويعد المعرض دعوة للعودة إلى أصول ممارسة الفنان وعلاقته الحميمة بالجمال الهش للحدائق المتوسطية، التي يراها بمثابة "المنبع الذي شكل نظرته".

 

ويعود أصل هذا المعرض، الذي يتجسد في عام 2025، إلى خطوة وفضول يرجعان إلى عام 1983. ويقول القسطلي موضحا ً: "دخلتُ حديقة هنسون عبر سياج من التين الشوكي الذي كان يحمي المِلكية. كنتُ محميا بكثافة الغطاء النباتي، ولم يكن يهدد زيارتي السرية سوى قرب الحارس. اكتشفتُ مكانا تتشابك فيه النباتات وتتنافس، متشبثة بأشجار الكالبتوس والأكاسيا، وملاذا للطواويس. مشيتُ علناً على المسار الرملي الطويل المحاط بأشجار السرو والذي يؤدي إلى بركة. وهناك درجات سلم تصعد نحو شجيرات الكثيب الصغير المحاذي للشاطئ. وفي مأمن من خطر أن أُضبط متلبساً، لمحتُ من بعيد ظلاً لشخص ما. وبعد بضعة أشهر، عدتُ وقرعتُ الجرس عند البوابة المصنوعة من الحديد...".

 

يُذكر أن جلال قسطلي هو مصور فوتوغرافي بارز، تظل ممارسته مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بإفريقيا، والمغرب العربي، والمتوسط، والصحراء، فضلاً عن إرثه الفرنسي-التونسي. وتطورت مقاربته الفوتوغرافية، التي كانت ترتكز سابقاً على المطبوعات الفضية الكبيرة، نحو التصوير الرقمي، مدفوعة بتبني الألوان. و يعتبر القسطلي التصوير الفوتوغرافي شكلاً من أشكال التجريد الاختزالي المستمد من الواقع، ويستخدمه بصرامة ودون تصنّع، بهدف إحداث تغيير في الإدراك وفي النظرة.

 

شارك:

إشترك الأن

تونس

13° - 21°
الثلاثاء20°
الأربعاء20°
العشوية على الوطنية
PROGRAMME ITALIEN
استديو المونديال
الإذاعة الثقافية
جلاء المعاني
ECHO SPORT
صحتك
مع الفلاح
هوى الموسيقى
الإذاعة الثقافية

الإذاعة الثقافية

16:00 - 17:00

ON AIR
العشوية على الوطنية
PROGRAMME ITALIEN
استديو المونديال
الإذاعة الثقافية
جلاء المعاني
ECHO SPORT
صحتك
مع الفلاح
هوى الموسيقى