مهرجان تسعينية الرشيدية: الدكتور مختار المستيسر يوثق مرحلة التأسيس والنهضة الفنية للرشيدية

 مهرجان تسعينية الرشيدية: الدكتور مختار المستيسر يوثق مرحلة التأسيس والنهضة الفنية للرشيدية

ألقى الدكتور مختار المستيسر محاضرة بعنوان "صرح الرشيدية ومسارها الفني: قرابة قرن بين صفحات باهرة وتحديات مستدامة"، وذلك في إطار فعاليات مهرجان تسعينية الرشيدية الذي تحتفل به جمعية المعهد الرشيدي من 4 إلى 7 ديسمبر 2025.

وركز المستيسر على المرحلة التأسيسية الممتدة بين سنتي 1934 و1940، معتبرا إياها اللبنة التي بُنيت عليها جميع توجهات الرشيدية اللاحقة. وأوضح أنّ هذه الفترة كانت فترة "إثبات الذات" بالنسبة إلى الجمعية، إذ وجدت نفسها أمام تحد كبير لإقناع الجمهور التونسي، الذي كان يعيش، وفق قوله "إحباطا فنيا" في تلك المرحلة، بأن في تونس موسيقى أصيلة جديرة بالبعث والإحياء وقادرة على مقاومة الطابع الغنائي الدخيل الذي كان سائدا.

وأبرز دور مصطفى صفر الذي وصفه بـ"دينامو الرشيدية" منذ سنة 1935 إلى حين وفاته المفاجئة سنة 1941، مشيرا إلى أن الرشيدية بفضله نجحت في إحياء جانب مهم من التراث الغنائي التونسي واستقطاب الجمهور من جديد إلى موسيقاه المحلية التي كادت تندثر. كما استعرض ما جاء في مقال صدر بجريدة النهضة يوم 10 أوت 1939، وهو بيان رسمي صادر عن إدارة الجمعية يؤكد نجاح الدور الأول من مشروع الرشيدية والمتمثل في إحياء الفنون الغنائية القديمة بعد أن طواها النسيان،وإعادة الشعب التونسي إلى ذائقته الموسيقية الأصيلة بعد أن انصرف عنها لسنوات طويلة.

وبيّن المستيسر أن الرشيدية خلال السنوات الخمس الأولى، نجحت في ترسيخ نموذج فني متكامل يقوم على النوبات التونسية ثم الموشحات والقدود فالأغاني العتيقة، وصولا إلى الأغاني الجديدة التي بدأ تلحينها داخل الجمعية منذ منتصف الثلاثينات. وتوقف عند عدد من العروض التأسيسية المهمة من بينها حفلة 2 جانفي 1935 التي جاءت بعد شهر واحد من تأسيس الجمعية، ثم حفلة 28 أفريل 1936 التي عرفت تقديم أغان عتيقة نادرة، بالإضافة إلى أول تقديم لفوندّو "شوشانة"، وهي أعمال رسّخت هوية الرشيدية الفنية. كما أشار إلى عرض 28 أفريل ذاته الذي سجّل ظهور أغنية "زعمة يصافي الدهر يا مشكايا" لحن محمد التريكي، وهي من أوائل الأغاني الجديدة التي حققت انتشارا واسعا.

ولم تُغفل المحاضرة الجانب المرتبط بتأثير الظرف السياسي على نشاط الرشيدية، خاصة في سنوات ما قبل الحرب العالمية الثانية، إذ توقف البث الإذاعي المباشر لحفلات الجمعية في أواخر الثلاثينات نتيجة التحولات السياسية الطارئة، ما ألزم الجمعية بإعادة ترتيب أولوياتها الفنية والتنظيمية. كما استعرضت تطور الإنتاج الغنائي في الرشيدية وظهور أصوات جديدة في نهاية الثلاثينات مثل شافية رشدي، إلى جانب دخول أعمال جديدة إلى الرصيد من تلحين محمد التريكي وخميس ترنان.

شارك:

إشترك الأن

تونس

12° - 18°
الأحد20°
الاثنين20°
استوديو الويكاند
PROGRAMME ITALIEN
SAMEDI TOUT
 إذاعة الزيتونة
 مساء السبت
إذاعة المنستير
استوديو الرياضة
ملاعب و أهداف
إذاعة القصرين
الإذاعة الثقافية

الإذاعة الثقافية

ON AIR
استوديو الويكاند
PROGRAMME ITALIEN
SAMEDI TOUT
 إذاعة الزيتونة
 مساء السبت
إذاعة المنستير
استوديو الرياضة
ملاعب و أهداف
إذاعة القصرين