مهرجان تسعينية الرشيدية: محاضرة علمية للدكتور أنيس القليبي توثق 90 عاما من مسيرة الفرقة الموسيقية للرشيدية

مهرجان تسعينية الرشيدية: محاضرة علمية للدكتور أنيس القليبي توثق 90 عاما من مسيرة الفرقة الموسيقية للرشيدية

ألقى الدكتور أنيس القليبي محاضرة بعنوان "الفرقة الموسيقية للرشيدية من 1935 إلى 2025: تسعون سنة من التغييرات والتحولات" ضمن فعاليات مهرجان تسعينية الرشيدية، وذلك مساء الجمعة 5 ديسمبر 2025 بمقر معهد الرشيدية بمدينة تونس العتيقة، وتتنزل هذه المحاضرة في إطار الاحتفالات التي انطلقت يوم 4 ديسمبر وتتواصل إلى يوم 7 من الشهر نفسه.

وقدّم الدكتور القليبي خلال هذه المحاضرة عرضا توثيقيا لمسيرة الفرقة الموسيقية للرشيدية خلال تسعين عاما من النشاط، مستعرضا بداياتها الأولى سنة 1935 عندما تشكلت نواتها من "جوقة البارون" على غرار خميس ترنان ومحمد غانم، قبل أن يتم إحداثها رسميا بقيادة محمد الأصـرم وتقدم أول حفل لها في 2 ديسمبر 1935.

 بدايات التأسيس والتحولات الأولى (1935 - 1940)

استعرض القليبي تركيبة الفرقة في سنواتها الأولى، مبيّنا محافظة الجانب الإيقاعي حينها على الآلات التقليدية مثل الطار العربي مقابل اعتماد آلات وترية من عائلة الآلتو والتشيلو والكونترباص. كما توقف عند الحفلات التاريخية التي قدمتها الرشيدية في 5 جانفي 1935 وفي قصر المرسى يوم 16 جانفي 1935 والتي سجلت انضمام عازفين جدد وظهور آلة القانون لأول مرة ضمن المجموعة، لترتفع حينها تركيبة الفرقة إلى 15 عازفا.

وتعرض القليبي إلى ما نشرته الصحافة التونسية آنذاك التي وثقت أسماء العازفين وتوزيع الآلات، مؤكدة منذ بداياتها حرص الرشيدية على استقطاب أفضل الموسيقيين التونسيين. كما تناول مرحلة قيادة محمد التريكي للفرقة بين 1937 و1942، مبرزا تكوينه الموسيقي الأكاديمي ودوره في تطوير التدوين الموسيقي داخل الرشيدية، بالإضافة إلى إدخال آلات جديدة على غرار الدربوكة في عروض 1936-1937. كما توقف عند التحولات التي شهدتها الفرقة في الأربعينات والخمسينات، مع انضمام موسيقيين أوروبيين وهو ما أضفى على الفرقة تنوعا غير مسبوق في المشهد الموسيقي التونسي.

وفي الخمسينات، برز جيل جديد تم تكوينه داخل معهد الرشيدية، على غرار صالح المهدي وعبد الحميد بلعلجية ومحمد سعادة، والذين قادوا الفرقة لاحقا وطبعوا تاريخها ببصمتهم الخاصة.

  القيادة الحديثة وتثبيت الهوية الموسيقية (1970 - 2005)

وأبرز القليبي في محاضرته النقلة النوعية التي أحدثها عبد الحميد بلعلجية سنة 1973 من خلال تثبيت أسس الترتيب الموسيقي وصرامة كتابة حركة القوس للآلات الوترية. وأشار إلى أن بلعلجية ألغى آلة الرباب لنحو ثلاثة عقود قبل أن تعود سنة 2005 على يده أيضا وذلك ضمن احتفاليات خاصة بمشاركة زياد غرسة ثم استمرار حضورها في عروض لاحقة.

كما تطرق إلى فترة محمد سعادة (1980-1984) قائلا عنه إنه جمع بين التكوين الأكاديمي الأوروبي والتشبع بالتراث، فأعاد هيكلة التوزيعات الموسيقية بدقة عالية ورفع مستوى الأداء الجماعي.

واختتم أنيس القليبي محاضرته باستعراض الفترة التي تولى فيها نبيل الزميطي قيادة الفرقة منذ 2011، حيث اعتمد على برمجيات حديثة في التدوين الموسيقي، وفتح الباب أمام جيل جديد من العازفين الشبان، مؤكدا أن مسار تطور الفرقة ظل مرتبطا بعوامل متشابكة منها التعليم الموسيقي والسياسات الثقافية والتحولات الاجتماعية والاقتصادية وتغيرات الإدارة الفنية داخل الجمعية.

وخلص الدكتور إلى أن 90 سنة من تاريخ الفرقة الموسيقية للرشيدية تمثل مسارا ثريا بالتحولات يعكس تطور الممارسة الموسيقية التونسية ويؤسس لمدرسة خاصة في الأداء والتأليف والتوزيع، مؤكدا أن الرشيدية ستظل مختبرا فعليا لتكوين الأجيال وصون الذاكرة الموسيقية الوطنية".

شارك:

إشترك الأن

تونس

12° - 18°
الأحد20°
الاثنين20°
استوديو الويكاند
 Radio RTCI
SAMEDI TOUT
أرخبيل المسرح
من أسمائه
 مساء السبت
أستديو السبت
استوديو الرياضة
ملاعب و أهداف
إذاعة القصرين
أرخبيل المسرح

أرخبيل المسرح

15:00 - 16:00

ON AIR
استوديو الويكاند
 Radio RTCI
SAMEDI TOUT
أرخبيل المسرح
من أسمائه
 مساء السبت
أستديو السبت
استوديو الرياضة
ملاعب و أهداف
إذاعة القصرين