مدنين: ملتقى "من تونس إلى فلسطين" يحيي ذكرى استشهاد ميلود نومة في عملية الطائرات الشراعية سنة 1987

تحت شعار "ميلود نومة صدى المقاومة"، انطلقت، يوم الجمعة 5ديسمبر 2025 بمعتمدية سيدي مخلوف من ولاية مدنين، فعاليات ملتقى من تونس الى فلسطين الذي تنظمه على امتداد يومين المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بمدنين بالتعاون مع جمعية نجمة النسائية، إحياء لذكرى استشهاد ابن المنطقة ميلود نومة في عملية ليلة الطائرات الشراعية ضد الكيان الصهيوني سنة 1987.
واحتفت المنطقة بشهيدها ميلود نومة من ساحة توسطها نصب تذكاري للشهيد تم تركيزه منذ سنوات بين المعهد الثانوي ودار الثقافة والمكتبة العمومية في رسالة ترسّخ سيرة ميلود نومة ونصرة القضية الفلسطينية في وجدان الناشئة والشباب، حيث تمت تحية العلم التونسي والفلسطيني، ثم انطلقت فقرات التظاهرة على امتداد اليوم بين كلمات للمشاركين من الوفد الفلسطيني ومن عائلة الشهيد وعرض لفرقة طوائف غبنتن.
وانتظمت بالمناسبة ندوة فكرية أثثها عدد من المتدخلين، وامسية شعرية وفنية ملتزمة، وستختتم التظاهرة يوم غد بورشة مفتوحة للرسم حول القضية الفلسطينية وحلقة نقاش مع نساء المجامع حول دور المراة في المحافظة على الهوية الوطنية.
وحضر التظاهرة وفد فلسطيني اعتبر أن احياء ذكرى الشهيد ميلود نومة مناسبة لتجديد التأكيد بأن تونس وفلسطين وطن وواحد وشعب واحد وهدف واحد هو تحرير فلسطين ونصرتها، وفق الاسيرة المحررة ميسر عيطاني، التي أكّدت أنّ تونس كانت ومازالت سباقة في نصرة المقاومة الفلسطينية.
وبنفس هذه الكلمات قال رئيس اتحاد الحقوقيين الفلسطينيين فرع تونس ابراهيم الرفاعي "إن علاقة تونس وفلسطين ممتدة منذ التاريخ يجمعهما قدس واحد، وإيمان بأن فلسطين بوصلة الشعبين التونسي والفلسطيني وكل الشعوب العربية".
من جهته، صرّح رئيس الجالية الفلسطينية بتونس، سيف الدين الدريني، أن "هذه الاحتفالية ليست سوى تأكيد على الأخوة التونسية الفلسطينية، وعلى متانة العلاقة وعراقتها في فترة يحتاج فيها الشعب الفلسطيني الى سند ودعم من العمق العربي، وكان لتونس الصدارة في التعامل مع القضية الفلسطينية كقضيتها بدرجة أولى، بما يبعث على الاعتزاز والتقدير لتونس ودعمها وحضنها الدافئ للقضية الفلسطينية، حسب تعبيره.
ومن جهته، قال عمار نومة شقيق الشهيد ميلود نومة أن إحياء ذكرى الشهيد هو إحياء للقضية الفلسطينية، متحدّثا عن عملية الطائرات الشراعية بكل تفاصيلها في نخوة واعتزاز عن وصول خبر شهادة أخيه وزغاريد امه في ذلك اليوم.
ووفق عدد من الأهالي، فإن الاحتفاء بهذا الشهيد أعاد فخر منطقته ككل التونسيين به وبشهداء آخرين مثله جعلوا من القضية الفلسطينية قضيتهم الاساسية ووجهوا لها بوصلة الحياة والوجود، فآثر فلسطين عن النفس واختار الموت والشهادة والمقاومة على ان يرى معاناة الفلسطينين تحت وطاة الاحتلال الاسرائيلي.