أيام قرطاج المسرحية 2025: العرض الأردني "الملجأ" يحوّل الخشبة إلى فضاء لجوء وأمل

عُرض مساء أمس الأحد 23 نوفمبر 2025 ضمن المسابقة الرسمية للدورة السادسة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية العمل الأردني "الملجأ" ومن إخراج سوسن دروزة والحاكم مسعود وبسينوغرافيا حملت توقيع إيهاب الخطيب.
وشارك في العمل سبعة ممثلين هم منذر خليل مصطفى وحلا سامي وسنابل ضمرة وتامر العساف وعبدالله خليل ويوسف الشوابكي ومحمد مغاريز، فجسدو قصة امرأتين وأربعة رجال وحارس مسرح تجمعهم ظروف قاهرة تدفعهم إلى الاحتماء داخل مسرح كان في الماضي صرحا فنيا بارزا قبل أن يتحول إلى ملجأ يلوذون به بحثا عن النجاة.
ويقدم العرض حكاية تتقاطع فيها تجربة اللجوء مع قسوة الحرب، في إسقاط واضح على الواقع الراهن في عدد من البلدان العربية حيث تعيش مدن عديدة تحت القصف والتهديد وأبرزها قطاع غزة المحتل والمحاصر، فيما تتحول أماكن الفنون إلى ملاجئ اضطرارية. ويبرز العمل رؤية فنية تعتبر أن المسرح رغم هشاشته، قد يكون مساحة تستعاد فيها القدرة على الحلم والصمود ومتنفسا يمنح الأمل لمن يجدون أنفسهم في مواجهة المجهول.
وقد ارتكزت السينوغرافيا على بناء بصري يوظف عناصر الديكور والإضاءة والمؤثرات الصوتية لخلق فضاء مغلق تتناوب عليه لحظات الخوف والانكسار في محاكاة للمدن المهددة ولحيوات الناس التي تتقلب تحت وقع القصف والدمار. كما استند العرض إلى توليفة درامية تتداخل فيها الحوارات والمونولوغات التي تكشف عمق معاناة الشخصيات وتمس أسئلة الوجود والانتماء.
وتأتي هذه المسرحية، وفق مخرجتها سوسن دروزة، امتدادا لمسار فني اشتغل لسنوات على مقاربة القضايا العربية عبر المسرح، مستلهما تجارب عاشتها المنطقة منذ عقود وما تزال تتكرّر في أماكن مختلفة من فلسطين إلى لبنان والسودان. ويقوم العمل على رؤية تعتبر أن المدن العربية التي تعيش تحت التهديد تتحول كلها إلى "ملاجئ" بالمعنى الواقعي والرمزي، فيما يبقى المسرح فضاء قادرا على مساءلة العنف وإعادة طرح معنى المقاومة الإنسانية.




10° - 20°






