خلال تكريمه في مؤسسة العويس : المؤرخ عبد الجليل التميمي يدعو إلى وضع رؤية جديدة للتعليم ويتحدث عن معاناة البحث العلمي في البلاد العربية

دعا المؤرخ التونسي الدكتور عبد الجليل التميمي إلى وضع رؤية جديدة للتعليم في البلدان العربية وإعادة هيكلته، وأكد على أن المدرسة التاريخية العربية لها اليوم دور فاعل وراديكالي.
جاء ذلك لدى تقديمه مساء الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 شهادة عن مسيرته العلمية والبحثية في مقر مؤسسة العويس الثقافية في دبي بمناسبة تتويجه بجائزة الدراسات الإنسانية والمستقبلية في دورتها التاسعة عشرة.
هذه الجلسة التي أدارتها الإعلامية بروين حبيب وجمعت الفائزين بالجائزة في مختلف فروعها، كانت مناسبة تحدث فيها شيخ المؤرخين العرب الدكتور والباحث عبد الجليل التميمي عن طفولته ومسيرته الدراسية من الابتدائي إلى الصادقية ثم الجامعة في فرنسا وصولا إلى استكمال أطروحة الدكتوراه والتحاقه بالجامعة للتدريس. كما تحدث عن عشقه للغة الفرنسية، وإتقانه للانقليزية، وتحفيز والده له على إتقان لغة القرآن.
"الحمد لله ان وفقني الله لأشق هذا الطريق"، بهذه العبارة انطلق التميمي في سرد مسيرة بحثية زاخرة، متوجها بالشكر إلى مؤسسة العويس "التي انتبهت إلى الدور الهام الذي قام به ومنحته الجائزة ، و"هي مسؤولية كبيرة" وفق توصيفه. كما أعرب عن شكره وتقديره الكبير لحاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي الذي وصفه بـ"الرجل الواعي"، نظرا للعمل الدؤوب الذي يقوم به منذ عديد السنوات من أجل الثقافة، مشيرا إلى أنه كان ترجم له كتابا من العربية الى الفرنسية".
وأشار إلى أنه أصدر منذ نحو شهر مذكراته وقد تضمنت "معاناة البحث العلمي في البلاد العربية"، قائلا "لا بد من الاقتداء بتجربة سلطان العويس في إنشاء هذه المؤسسة الثقافية ودعم الثقافة والمثقفين، لأهمية المعرفة والبحث العلمي وإنشاء المراكز وتشجيع الشباب على العلم والثقافة".
وبين في هذا السياق أنه أنشأ مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات قائلا إنها "ثنك تانك" حيث تعقد منذ سنوات اجتماعات مع شخصيات تونسية وعربية كل أسبوع "للاستماع الى شهادات غيبت في تاريخنا الطويل" .
وتحدث عن أهمية الشهادات التي جمعها منها شهادة ابن الزعيم صالح بن يوسف وغيرها من الشهادات التي تم تقديمها في مؤسسة التميمي ويقع جمعها وإصدارها في شكل كتب. وأضاف "جمعنا معلومات في منتهى الأهمية وقد نظمنا 18 مؤتمرا دوليا عن الدولة العثمانية وعلاقاتها بالإيالات العربية وقمت بإدخال مضمون جديد بعيدا عن اعتبار الدولة العثمانية احتلالا، لندرس التاريخ الحقيقي لهذه الأمة."
كما كانت الجلسة مناسبة عاد فيها بالذاكرة إلى بعض الصعوبات التي واجهها في مسيرته، وكذلك عن الإنجازات التي حققها من ذلك تحوله الى اسطنبول وتحصله على حوالي 100 مليون وثيقة عثمانية تتعلق بالايالات العربية في العهد العثماني وهي وثائق لم يستفد منها الا القليل من الناس لذلك حرص على نشرها.
واستحضر التميمي عددا من الشخصيات التي ساعدته في بداياته منهم المؤرخ الكبير عبد العزيز رمضان الذي علمه "اللغة العثمانية"، وكيفية الوصول إلى "مصادر المعرفة الحقيقية عن الدولة العثمانية".
وحرصا على حفظ الذاكرة وإنصاف المنسيين، استحضر المؤرخ التميمي في هذا اللقاء، الذي حضره عدد كبير من المثقفين والمفكرين والأدباء من عديد البلدان العربية، عددا من أصدقائه ممن كانوا فاعلين في مجتمعاتهم لكن التاريخ لم ينصفهم داعيا إلى إطلاق اسم وزير الثقافة الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي (الذي توفي منذ نحو شهر)، على إحدى الجامعات الجزائرية، كما نادى بأن يقع إطلاق اسم "الرائدة والفاعلة في حركية المعرفة العربية ليلى الصباغ على احدى الجامعات في سوريا الجديدة".
وختم المؤرخ عبد الجليل التميمي شهادته عن مسيرته، بالقول أنا من القيروان ومن عائلة تميم الدالي الفلسطيني الأصل، درست وعملت واجتهدت ونشرت مجموعة من الكتب تمثل محنة المؤرخ الفاعل في هذا البلد".




14° - 24°





