مشاركة تونسية متميّزة في مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية

من قرطاج العريقة، مهد الحضارات والتاريخ، شدّت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية التونسية الرحال إلى أرض الكنانة – مصر، حاملةً عبق التراث وإيقاعه الأصيل للمشاركة في الدورة الخامسة والعشرين من مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية، الذي تنظّمه وزارة الثقافة المصرية من 24 إلى 30 أكتوبر الجاري.
وتأتي هذه المشاركة في إطار التعاون الثقافي المتواصل بين تونس ومصر، وتأكيدًا على عمق الروابط التاريخية والأواصر الأخوية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وترسيخًا لدور الفنون الشعبية كجسر للتواصل الحضاري وتبادل الإبداع الإنساني.
وبهذه المناسبة، قدّمت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية مساء الثلاثاء 29 أكتوبر 2025 على ركح المسرح الروماني بالإسماعيلية، عرضًا ثريًّا ضمّ مجموعة من اللوحات الراقصة والفقرات الموسيقية المستوحاة من التراث التونسي الأصيل، في تناغم بين الإيقاعات الشعبية والأزياء التقليدية التي تعكس تنوّع الموروث الثقافي لتونس وثراء خصوصياتها الجهوية.
وتنوّعت اللوحات الراقصة بين مشاهد من الحياة اليومية وطقوس الاحتفال والعمل، اتّسمت بتناسق الحركات الجماعية والفردية وجمالية الأداء، مصحوبةً بالأزياء والألوان التقليدية الزاهية التي تبرز ثراء الهوية التونسية وتنوّعها.
ومن خلال هذه العروض التي جمعت بين الرقص والموسيقى والإنشاد الشعبي، سعت الفرقة إلى إحياء الذاكرة الجماعية وتكريم الفنون الشعبية كجزء حيّ من التراث الوطني، مع لمسة معاصرة تحافظ على روح الأصالة وتواكب تطوّر التعبير الفني.
تجدر الإشارة إلى أنّ الفرقة الوطنية للفنون الشعبية تأسّست سنة 1962 في إطار مجهودات الدولة التونسية لترسيخ الهوية الوطنية وتثمين الموروث الثقافي، وتُعدّ من أعرق الفرق الفنية في العالم العربي. وقد مثّلت تونس في عشرات المهرجانات والتظاهرات الدولية، لتصبح أحد أبرز الوجوه الفنية التي تعبّر عن القوة الناعمة التونسية وحضورها الثقافي عالميًا.





