عرض مشروع NAHAN لحفظ التراث المغاربي خلال الملتقى الدولي حول التعاون التونسي-الفرنسي في مجال الآثار
قدّم الباحث الفرنسي كريستوف جون غودار مداخلة بعنوان "Le projet North African Heritage Archives Network (NAHAN)" (شبكة أرشيف التراث في شمال إفريقيا)
عرض خلالها تفاصيل هذه المنصة التي تهدف إلى حماية وأرشفة التراث الأثري المغاربي رقميا ضمن شبكة تعاون دولية واسعة، وتنزلت هذه المداخلة التي قدمها عبر تقنية الفيديو عن بعد في إطار أشغال الملتقى الدولي حول "التعاون التونسي-الفرنسي في مجال الآثار: توجهات جديدة ونتائج مستحدثة" الذي تحتضنه مدينة قمرت في الضاحية الشمالية للعاصمة على مدى يوميْ23 و24 أكتوبر 2025 بمشاركة عدد من الباحثين والخبراء في مجال الآثار والتراث.
وأوضح غودار أن هذا المشروع الذي أُطلق سنة 2016 بمبادرة من الباحثة الأميركية "إليزابيث فنتريس" وبإشراف علمي من منظمة الإيكروم (ICCROM)، التي (وهي مركز دولي يعمل على صون وترميم الممتلكات الثقافية والتراث في العالم) يسعى إلى جمع الأرشيف الأثري والتاريخي الخاصة ببلدان شمال إفريقيا وحفظه وتوثيقه بما في ذلك تونس والجزائر والمغرب وليبيا مع ضمان احترام حقوق الملكية الفكرية للباحثين والمؤسسات المالكة للوثائق.
وأشار إلى أن المشروع أصبح اليوم يضم أكثر من 20 شريكا دوليا من جامعات ومراكز أبحاث كبرى من بينها المدرسة الفرنسية بروما وجامعة أكسفورد والمعهد الأثري الألماني ومركز كاميل جوليان بجامعة آكس مرسيليا، إلى جانب مؤسسات مغاربية تُعنى بالتراث والآثار.
وبيّن أن فريقه تولى بالشراكة مع مركز كاميل جوليان آكس مرسيليا تطوير منصة رقمية متعددة اللغات تسمح للباحثين من مختلف البلدان بالوصول إلى أكثر من 40 ألف وثيقة وأرشيف مع إمكانية حفظ البيانات الحساسة أو غير المنشورة ضمن نظام حماية متقدم
كما أشار إلى أن المنصة تتيح التكامل بين قواعد البيانات الوطنية في كل بلد مغاربي وبين نظيراتها الأوروبية، من خلال واجهة موحدة تمكن المستخدم من البحث في مختلف الأرشيفات من موقع واحد دون المساس بحقوق الملكية أو نقل البيانات الأصلية من مواقعها.
ويعدّ مشروع NAHAN نموذجا متقدما للتعاون العلمي الدولي في مجال صون التراث الثقافي، بحسب غودار، إذ يجمع بين البحث الأكاديمي والرقمنة والعلوم المفتوحة ويساهم في توفير موارد معرفية جديدة للأجيال القادمة من الباحثين في تاريخ وآثار شمال إفريقيا.
