تواصل فعاليات الدورة السادسة لمهرجان "سينما الفنون" بمدينة المرسى
افتُتحت مساء الأربعاء 15 أكتوبر بفضاء سينما لاغورا بمدينة المرسى في الضاحية الشمالية للعاصمة، فعاليات الدورة السادسة من مهرجان "سينما الفنون - Vues sur les Arts"، بحضور عدد من السينمائيين والنقاد والفنانين من تونس والعالم، إلى جانب جمهور من عشاق الفن السابع. وتتواصل عروض المهرجان اليوم الجمعة 17 أكتوبر الجاري.
وسجل حفل الافتتاح عرض فيلم "Deux Pianos" (آلتيْ بيانو) للمخرج الفرنسي "أرنو ديبلوشان"، وهو فيلم درامي موسيقي من بطولة "فرانسوا سيفيل" و"ناديا تيريزكيفيتش" و"شارلوت رامبلينغ". ويروي العمل قصة عازف البيانو "ماتياس فوغلر" الذي يعود إلى فرنسا بعد سنوات من المنفى بدعوة من معلمته "إيلينا" لإحياء سلسلة حفلات موسيقية، غير أن لقاؤه بطفل يشبهه تماما يدفعه إلى مواجهة ماضيه وهواجسه وحبه الأول. ويُعد الفيلم رحلة فنية وإنسانية حول الهوية والذاكرة والبحث عن الذات من خلال الموسيقى.
وأكد مدير مهرجان "سينما الفنون - Vues sur les Arts" محمد علي عقبي في كلمته خلال الافتتاح أن المهرجان يمثل فسحة فنية وثقافية لمقاومة القتامة التي يعيشها العالم اليوم، مشددا على أهمية الثقافة والفن في إعادة الأمل وتعزيز روح التضامن الإنساني.وقال إن العالم يعيش وضعا مضطربا تحكمه الحروب والمآسي والأنانية، في إشارة إلى ما تشهده مناطق مثل قطاع غزة في فلسطين المحتلة و أوكرانيا، مشيرا إلى أن "السينما تظل فعلا للحياة وطاقة للأمل لأنها تفتح نافذة نحو غد أفضل. وأوضح أن "سينما الفنون" هي "موعد إنساني وثقافي يتيح للناس أن يتقاسموا شغف الفن ويواجهوا القبح واليأس بالجمال والإبداع". وأفاد أن المهرجان يقدم على مدى أيامه أفلاما تتناول مختلف الفنون من الموسيقى والرسم والأدب والموضة إلى التراث، بالإضافة إلى ورشات وتظاهرات موازية تهدف إلى تكوين جيل جديد من السينمائيين الشباب.كما تحدث عن ورشة "أفلام قصيرة بين ضفتين" التي تنتظم بالتعاون مع الجمعية المتوسطية COPMED، موضحا أنها تتيح لمجموعة من الشباب من ضفتي البحر الأبيض المتوسط تعلم تقنيات كتابة السيناريو من خلال إقامات فنية في تونس وكورسيكا وإيطاليا والمغرب وتونس، حيث يختتم البرنامج في تونس باختيار أفضل مشروع سيناريو ومنحه جائزة "فرانس تلفزيون". وفي حديثه عن البرامج التكوينية، أبرز محمد علي عقبي أهمية ورشة "فن الفيلم الوثائقي" التي يشرف عليها المخرج الفرنسي "جان ميشال دجيان" المعروف بأعماله عن الشاعر "رامبو" والفيلسوف "إدغار موران" والرئيس الفرنسي الأسبق "فرانسوا هولاند".
وختم مدير المهرجان كلمته بالإشارة إلى فيلم الافتتاح "آلتيْ بيانو" (Deux Pianos) للمخرج الفرنسي "أرنو ديبلوشان"، مؤكدا أنه "عمل فني رفيع يمثل تجربة ثرية في سينما المؤلف وأن عرضه في المرسى يتزامن مع عرضه في باريس في سابقة تؤكد مكانة المهرجان على الساحة الدولية".
ويتضمن برنامج المهرجان عددا من الأقسام التي تجمع بين السينما والفنون المختلفة من بينها "قسم التراث" الذي يعرض فيلم "تونس الأندلسية" للمخرجة فريال بن محمود حول تأثير الحضارة الأندلسية في تونس بعد سقوط غرناطة سنة 1492. وكذلك "قسم الموضة" الذي يتضمن فيلم "ديامانتي" للمخرج الإيطالي "فرزان أوزبيتيك" ويتناول عالم النساء في صناعة الأزياء، إلى جانب "قسم الموسيقى" الذي يقدم فيلم "شوبان شوبان" للمخرج البولوني "ميكال كفيتشنسكي" حول عبقرية الموسيقي الشهير "فريدريك شوبان" وصراعه مع المرض.
بالإضافة إلى "قسم الأدب" الذي يعرض فيه فيلم "أمي الله وسيلفي فارتان" للمخرج "كين سكوت" المقتبس من قصة حقيقية عن أم تكافح من أجل تحقيق وعد قطعته لابنها.
كما تعرض خلال المهرجان أفلام قصيرة تونسية مختارة ضمن فقرة "فيستي كورت" من بينها أعمال للمخرجين أماني جعفر وفارس نعناع وبشير زيان ونضال قيقة. كما تتضمن هذه الدورة ورشة "أفلام قصيرة بين ضفتين"، إلى جانب ورشة كتابة سيناريو بعنوان "أفلام قصيرة بين ضفتين بمشاركة أربعة مخرجين شبّان من تونس والمغرب وإيطاليا وكورسيكا، وهم بشير زيان وضحى صفصافي و"فالنتينا بيتراكا" و"غيوم ميكيالي". وتُختتم الورشة يوم السبت 18 أكتوبر بعرض مشاريع الأفلام أمام لجنة تحكيم على أن يُمنح الفائز جائزة "فرانس تلفزيون 2025" لدعمه في تنفيذ مشروعه السينمائي.
ويتضمن البرنامج أيضا ماستر كلاس بعنوان "فن الفيلم الوثائقي" يشرف عليه المخرج الفرنسي "جان ميشال دجيان"، بحضور عدد من طلبة مدارس السينما في تونس. ويعرض خلاله فيلمه الجديد "قرن في عقولهم" الذي يوثق شهادات نادرة لأشخاص تجاوزوا المئة عام يليه نقاش يديره السيناريست التونسي طارق بن شعبان.
وتهدف هذه الدورة، بحسب المنظمين، إلى تقديم محتوى ثقافي وفني متنوع يجمع بين السينما بمختلف أشكالها والفنون الأخرى مثل الموسيقى والرسم والأدب والموضة والتراث، مع الانفتاح على الفنون المعاصرة كالفن الرقمي والذكاء الاصطناعي.
