التونسيتان أميرة غنيم ووفاء المزغني تثريان ملتقى السرد بالكويت برؤى حول استدعاء التاريخ وأدب الطفل

أثّثت التونسيتان الدكتورة أميرة غنيم والدكتورة وفاء المزغني فعاليات ملتقى السرد 2025 الذي نظّمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي أيام 12 و13 و14 أكتوبر الحالي، بمداخلتين نقديتين تناولتا أبعاد السرد العربي بين استدعاء التاريخ وبناء الخيال الطفولي.

وفي تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء "وات" على هامش الجلسة الحوارية "السرد والهامش المهمل - التاريخ من زاوية أدبية"، أكدت الروائية والدكتورة أميرة غنيم أن الجلسة الحوارية التي شاركت فيها ضمن فعاليات ملتقى السرد 2025، تناولت العلاقة بين السرد والهامش واستدعاء التاريخ في الرواية، مبينةً أن "استحضار التاريخ إلى الفضاء الروائي يثير محاذير فنية وأخلاقية، ويفتح تساؤلات حول الأهداف التي يسعى الكاتب إلى تحقيقها من خلال هذا الاستدعاء".

وأضافت غنيم أن النقاش تطرق إلى الفرق بين "التاريخ الرسمي المرتبط بالمركز وتاريخ المهمّشين والمستضعفين الذين أسكتهم السرد التاريخي التقليدي"، مشيرة إلى أن الروائي يستطيع أن "يستعيد الشخصيات المركزية مثل الزعيم الحبيب بورقيبة ووسيلة بن عمار ولكن من زاوية إنسانية تُبرز ما لم يكتبه المؤرخ من مشاعر وهشاشة وتناقضات وأطماع تشكل جوهر الكائن الإنساني".ومن جانبها، تناولت الدكتورة وفاء المزغني، المتخصّصة في أدب الطفل، في مداخلتها بجلسة "تكامل السرد اللفظي والبصري في أدب الطفل" أهمية التفاعل بين الكلمة والصورة في بناء القصة الموجهة للناشئة، مبيّنةً أن "السرد اللفظي عنصر أساسي لا يكتمل إلا بتكامله مع السرد البصري، لأن الصورة ليست مكونا زخرفيا بل شريك فني وفكري في صناعة المعنى".

وأكدت المزغني على ضرورة بناء جسور حوار وتعاون بين الكاتب والرسام ودور النشر لضمان توازن فني وجمالي بين النص والرسوم"، مضيفة أن الرسام هو القارئ الثاني للنص وبصمته الجمالية تساهم في تطوير الحبكة وتشكيل الشخصيات.

وفي سياق حديثها عن التحديات الراهنة، شدّدت المزغني على أن الطفل المعاصر يحتاج إلى سرد لغوي جذاب يواكب عصره الرقمي ويوازن بين العمق والخيال في مواجهة سيل الرسائل البصرية السريعة التي تملأ وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أهمية الرسومات الجاذبة والمواضيع الهادفة التي تحترم ذكاء الطفل وتغذّي خياله.

وقد اختُتمت مساء اليوم الثلاثاء فعاليات ملتقى السرد 2025 بمشاركة نخبة من الأدباء والنقاد العرب، حيث شكّل الحدث منصة فكرية لتبادل الرؤى حول تحولات السرد العربي وتقاطعه مع الفنون البصرية والهوية والتاريخ.