افتتاح معرض الفنانة التشكيلية حنان بن عمارة

وسط فضاء تتحاور فيه الألوان والأضواء مع التطورات التكنولوجية الحديثة لتخلق عالما فريدا يحاكي فيه الذكاء والبراعة البشرية، الذكاء الاصطناعي، افتتح مساء السبت 11 سبتمبر 2025  بفضاء المركز الثقافي الدولي بالحمامات "دار سيباستيان" معرض الفنانة التشكيلية حنان بن عمارة، ليتواصل إلى غاية يوم 24 أكتوبر الجاري.
هذا المعرض الذي قدمت من خلاله الفنانة سبعا وعشرين لوحة من الحجمين المتوسط والصغير، لتروي من خلال رسوماتها التجريدية قصصا بصرية تجسد المعيش التونسي والطبيعة والألوان في هذا الوطن الذي يعرف بأضوائه الساحرة وخضرته وتعدد المشاهد الطبيعية فيه.
 تجربة تشكيلية تعتمد الفن التجريدي بمقاربة تجريبية
هذه الفنانة التي تعتمد تقنيا على الرسم "الليريكي"، بالألوان المائية، على اللوحات القُماشية، استغلت الألوان الساخنة النابضة والدرجات الضوئية لتقدم للجمهور في معرضها الفردي الأول، لوحات تحمل من العمق بقدر ما تحمل من المعنى فهي أعمال وليدة سياقها الثقافي والجغرافي فالفنانة لا تطرح موضوعا بعينه بقدر ما تجسد في لوحاتها الكثير من المعاني الحسية التي اشتغلت عليها لتبين الجانب اللامرئي من حياة الأفراد ذلك المرتبط بالعاطفة.
ينقسم المعرض إلى جزءين أساسيين الأول يعتمد الفن التقليدي، على حد تعبير الفنانة، والثاني يجسد تجربة جديدة حاولت من خلالها حنان بن عمارة ادراج الذكاء الاصطناعي في عملها على الفن التشكيلي فحمّلت على أحد برامج هذا الذكاء عددا من لوحاتها مرفقة ببعض البيانات وطلبت منه في مرحلة أولى مدّها بتحليل للمحتوى بطريقة تشكيلية علمية تبين انشائية اللوحة وهنا لاحظت أن التحليل المُقدم محدود وسطحي جدا وفق ما أفادت به لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، وفي مرحلة ثانية طلبت من هذه البرمجية رسم لوحات تعتمد نفس تقنيات الأعمال التي أنجزتها وهنا مدّتها البرمجية بلوحات شبيهة بما رسمته تعتمد نفس الدرجات اللونية والضوئية والأشكال وغيرها دون تقديم إضافات أو لمسة فنية مغايرة للمسة صاحبة الأعمال الأصلية.
وقد استغلت الفنانة اللوحات المُنجزة بالذكاء الاصطناعي وضمنتها داخل المعرض من خلال بثها تباعا بشكل متواصل في شكل مابينغ على مستوى السقف حتى يكون زائر المعرض محاطا بالفن أينما وجه نظره.
في محاكاة الإبداع البشري للذكاء الاصطناعي
"الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يعوض الفنان ولا يمكن أن يعوض اليد التي ترسم، هذه الفكرة هي نقطة الانطلاق في هذه التجربة وهي أيضا خلاصة ما توصلت إليه" هكذا لخصت حنان بن عمارة تجربتها في الدمج بين التقنيات الفنية التشكيلية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومع ذلك فهي ترى أنه من المهم في ظل سطوة التكنولوجيات الرقمية الحديثة أن يواكب الفنان التشكيلي العصر ويستخدم هذه التكنولوجيات بما يساعده في مشاريعه الفنية.
هذه الفكرة التي تعد رائدة في تونس ستكون صاحبتها حاضرة في إقامة فنية في فرنسا بداية السنة القادمة، 2026، على أن يتم إنتاج لوحات جديدة تُحاكي السياق المناخي الفرنسي، فصاحبة هذا المشروع الفني ترى أن الحالة المناخية وتحديدا الطقس يلعب الدور الأكبر في إنتاج مثل هذه الأعمال ذات البعد الحسي.
وحول مدى استفادتها من هذه التجربة على المستوى الفكري، أشارت بن عمارة إلى أن الذكاء الاصطناعي فتح أمامها آفاق أخرى للتفكير زوايا قراءة الأعمال التي أنجزتها من خلال طرحه لتساؤلات لم تخطر ببالها من قبل، وهو ما ساعدها على مراعاة تفاصيل عديدة أثناء كتابتها للنصوص التحليلية لمحتوى المعرض.
تميل هذه الفنانة التشكيلية المعاصرة، إلى التيار التجريدي في مختلف أعمالها سواء التي سبق أن شاركت بها في معارض جماعية أو التي أثثت بها هذا المعرض، ففضلا عن الألوان والدرجات الضوئية، تستخدم حنان بن عمارة في لوحاتها عددا من الأشكال والخطوط الهندسية بالإضافة إلى الخط العربي، وهو استعمال يهدف إلى إثراء اللوحات، على حد تعبيرها.
حنان بن عمارة هي فنانة تشكيلية تمزج بين البعدين الفني والبحثي فهي حاصلة على ماجستير في تاريخ ونظرية الفن وعلى الأستاذية في الفنون الجميلة، وهو ما جعلها في سعي دائم لممارسة الفن بروح مغامرة، تحاول الانفتاح على عوالم جديدة وتقنيات حديثة من خلال التجربة.
وجدير بالذكر أن هذا المعرض التشكيلي هو النشاط الافتتاحي للموسم الثقافي الجديد 2025/2026، للمركز الثقافي الدولي بالحمامات.

شارك:

إشترك الأن

تونس

20° - 29°
الأربعاء30°
الخميس28°
الجمعة25°
السبت25°
الأحد26°
الاثنين24°
الاذاعة الوطنية
ذاكرة الفنون
ذاكرة الفنون

ذاكرة الفنون

03:00 - 04:00

ON AIR
الاذاعة الوطنية
ذاكرة الفنون