اللقاء الدوري الثاني مع وسائل الاعلام بـقصر الآداب والفنون والثقافة “القصر السعيد” بباردو

في إطار اللقاءات الدورية التي تنظمها وزارة الشؤون الثقافية مع وسائل الاعلام ، انتظم مساء أمس الخميس 02 أكتوبر 2025، بـقصر الآداب والفنون والثقافة “القصر السعيد” بباردو اللقاء الدوري الثاني والذي خصص لقطاع التراث وذلك بحضور كلّ من السيدة شيراز سعيّد المديرة العامة للتراث والسيد طارق البكوش المدير العام للمعهد الوطني للتراث والسيدة ربيعة بلفقيرة المديرة العامة لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والسيدة وجيدة السكوحي مديرة القصر السعيد بحضور عدد هام من ممثلي الوسائل الاعلامية.
وقدّم المسؤولون عن الهياكل التي تعنى بالتراث بالوزارة أبرز مهامهم ومجالات تدخلهم، ثم انطلق النقاش الذي طال عددا من المواضيع الراهنة وتم تقديم مقترحات لتطوير التعامل مع المادة التراثية وتقريبها من مختلف الفئات العمرية خاصة منهم التلاميذ والطلبة.
ومن بين أهم المحاور التي تم التطرق إليها، القطع الأثرية التي تم نقلها من موقع جاما (أو زاما) بولاية سليانة إلى ايطاليا حيث صرح، في هذا الصدد، السيد طارق البكوش المدير العام للمعهد الوطني للتراث أنه بتاريخ 15 نوفمبر 2025 ستعود الثلاثين قطعة بعد قيام الجانب الايطالي بعملية الترميم وسيتم تنظيم المعرض الخاص بهذه القطع الفريدة من نوعها على المستوى العالمي يوم 15 جانفي 2026، بمتحف باردو ليزور المعرض فيما بعد عددا من العواصم العالمية على غرار نيويورك وفيلادلفيا ومتحف اللوفر بباريس
كما ذكّر السيد طارق البكوش باتفاقية التعاون الثنائية بين تونس وإيطاليا التي تهدف إلى تثمين موقع زاما وإعادة ترميمه، وذلك في إطار تعاون ثقافي أشمل بين البلدين، حيث تم إبرام عدة شراكات مع مؤسسات إيطالية، من بينها متحف الكولسيوم في روما.
وحول ترميم قصر العبدلية صرح السيد المدير العام للمعهد الوطني للتراث بأن الملف أحيل إلى مكتب الدراسات للقيام بتشخيص دقيق لعمليات التهيئة والترميم التي ستنطلق قريبا مؤكدا أنه على الرغم اغلاق المقر الرسمي للعبدلية إلا أن نشاطه لم يتوقف في الفضاءات الخارجية المحاذية.
ومن أبرز المحاور الأخرى التي تمت مناقشتها مسألة بعث الديوان الوطني للتراث لتوحيد الجهود بين مختلف الهياكل المعنية بمجال التراث والتصدي لنهب التراث المادي وأهمية دور المجتمع المدني، حيث تم التأكيد على أن صون التراث مسؤولية المجموعة الوطنية كما التطرق لدور وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية حيث تحدثت السيدة ربيعة بلفقيرة عن حملات النظافة التي تشرف عليها الوكالة فضلا عن تثمين التراث وتقديمه في صورة مشرفة وتوعية المواطن بقيمة الارث الحضاري الذي تزخر به بلادنا.
وأضافت السيدة المديرة العامة للوكالة أن مبالغ هامة تم رصدها سنة 2024 لدعم منظومة التأمين في المواقع الأثرية من خلال تركيز الإنارة وكاميرات المراقبة.
وأشار المسؤولون عن هياكل التراث الوطنية أنه تم الجرد العام لكل القطع الأثرية على كامل تراب الجمهورية والتي يبلغ عددها مليون و380 ألف قطعة موثقة، كما تم إصدار 17 كتاب عن التراث من انجاز وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية إلى جانب مجلة التراث التي خصصت عددها الأخير لموقع زاما الأثري.
وإجابة على سؤال حول دور قصر الفنون والثقافة والآداب “القصر السعيد” قالت السيدة المديرة العامة وجيدة السكوحي إنه يحتضن متحف تونس الحديثة وكرسي الفلسفة وكرسي الانتروبولوجيا إلى جانب عمل الباحثين على اعداد ملف ترشيح الجبة التونسية ولباس العروس بالمهدية لادراجهما بسجل التراث الغير مادي العالمي للإنسانية، فضلا عن المساهمة في ملفات عربية مشتركة كترشيح مادة الحناء والخيل العربي.
ومن جهة أخرى، تطرقت السيدة شيراز سعيد المديرة العامة للتراث بالوزارة إلى أن الوزارة بصدد صياغة استراتيجية وطنية لصون التراث وتثمينه من خلال رؤية تشاركية تضم عديد الأطراف المتدخلة مؤكدة أن للاعلام دور محوري في التوجيه والتصويب لفائدة الصالح العام.
واقترح الصحفيون مزيد العناية والاهتمام بشبكة المتاحف للعادات والتقاليد في الجهات وذلك في إطار إيلاء التراث اللامادي الأهمية والمكانة التي تليق به، إلى جانب مزيد التنسيق مع وزارة السياحة للتعريف بالارث الحضاري والتاريخي لبلادنا من خلال تشجيع الشباب ودفعه لانجاز أفلام وثائقية تبرز القيمة التاريخية لمعالمنا التراثية.