العرض ما قبل الأول لفيلم "صوت هند رجب" في تونس: صرخة طفلة شهيدة تفضح هول الإبادة الإنسانية في غزة

تزامنا مع انطلاق أسطول الصمود المغاربي لكسر الحصار عن غزة، قدم فيلم "صوت هند رجب" للمخرجة كوثر بن هنية، عصر امس الأربعاء 10 سبتمبر 2025 ، بقاعة الكوليزي بالعاصمة، عرضه الأول في تونس، على أن يكون متاحا للجمهور العريض بداية من يوم 17 سبتمبر الجاري بقاعات السينما التونسية في مختلف الجهات.
هذا الفيلم الذي استرعى انتباه سينمائيين ونقاد كبار من العالم لما يمثله من دعم للقضية الفلسطينية من خلال طرح قصة الطفلة هند رجب (6 سنوات) التي استشهدت بعد قصف الاحتلال الصهيوني في غزة، قدم أول عروضه في تونس .
ولئن كان الفيلم يحمل عنوان "صوت هند رجب" ويطرح في جانب منه قصة بقائها عالقة داخل السيارة أثناء قصف الاحتلال الصهيوني لغزة، إلا أن العمل يركز أساسا على منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني وما يقوم به أعضائها من مجهودات لمساعدة الضحايا، فضلا عن الضغط والإرهاق النفسي والجسدي الذي يتعرضون له خلال حرب الإبادة، في ظل وضع خاص يجعلهم أحيانا بلا حيلة وغير قادرين على تقديم الدعم اللازم بالإضافة إلى تعريضهم للخطر المباشر كما هو الحال بالنسبة للمسعفين، احمد المدهون ويوسف زينو، الذين تم إرسالهما لإنقاذ هند ليستشهدا معها تحت القصف.
ينطلق الفيلم من خبر قصف منطقة "تل الهوى" بقطاع غزة حيث تتواجد سيارة أقارب هند الذين استشهدوا جميعا لتبقى الطفلة وحيدة، محاطة بست جثث تستنجد بعمها الذي يتصل بدوره بالهلال الأحمر حتى يُسعفها، وهناك تبدأ الحرب النفسية التي يعيشها أعضاء الهلال بين محاولة دعم هند نفسيا ومرافقتها عن بعد وبين التنسيق مع قوات الاحتلال من أجل تأمين وصول سيارة إسعاف لها في سلام، ناهيك عن محاولات السيطرة على النفس وعدم نقل كمية الخوف والضغط التي يتعرض لها الفريق جراء خوفه على هذه الطفلة، لها.
هذا العمل المدعوم من وزارة الشؤون الثقافية، أدى أدوار البطولة فيه كل من معتز ملحيس في دور عمر وسجى كيلاني في دور رنا وعامر حليحل في دورمهدي وكلارا خوري في دور نسرين ، وقدم قدم عرضه العالمي الأول في الدورة 82 من بينالي البندقية حيث صنع الحدث ولقي تفاعلا وتصفيقا من قبل الحاضرين لمدة 24 دقيقة، كما حاز بالمناسبة على العديد من الجوائز من بينها جائزة لجنة التحكيم الكبرى (الأسد الفضي)، ويُعرض هذه الأيام في إطار الدورة 50 من مهرجان تورونتو السينمائي الدولي الذي انطلق يوم 4 سبتمبر ويتواصل إلى غاية 14 من نفس الشهر، كما سيُنافس ضمن المسابقة الرسمية للدورة 69 من مهرجان لندن السينمائي الدولي من 8 إلى 19 أكتوبر القادم.
وجدير بالذكر أن هذا العمل هو الذي سيمثل تونس رسميا في الدورة 98 من جوائز الأوسكار.