المنستير: إضافات وابتكارات في قطاع الصناعات التقليديّة بعيون ولمسات شباب من خريجي التعليم العالي

يعكس قطاع الصناعات التقليدية جزءا كبيرا من التراث والحضارة التونسية، ويعتبر من القطاعات الواعدة ذات القيمة المضافة والتشغيلية العالية والتي تستقطب الشباب خاصة منهم خريجو التعليم العالي.
وفي هذا السياق، تقول سارة بوشارب، التي يستهويها هذا القطاع، والمتحصلة على إجازة في البيوتكنولوجيا وإجازة ثانية في البيوتكنولوجيا البيئية، على هامش مشاركتها في المعرض الوطني المتنقل للصناعات التقليدية بساحة الفنون بالمنستير ( 7 أوت-24 أوت 2025)، إنّ لديها نظرة جديدة للصناعات التقليدية، وتعمل على تقديم الإضافة سواء على مستوى مؤسستها الحرفية في النسيج اليدوي، أو في إطار مجمع النسيج اليدوي، من أجل تطوير القطاع، حيث وظفت مكتسباتها العلمية في تثمين مخلفات النسيج اليدوي وتحويلها إلى زرابٍ وأغطية و"فوط" وغيرها.
وسارة من مؤسسي مجمع النسيج اليدوي بالساحل، وهو المجمع الأوّل من نوعه في تونس، ويضم 4 شركات حرفية مختصة في النسيج اليدوي، والتي تسعى عبر المجمع إلى اكتساح أسواق خارجية، ويركز القائمون عليها على التجديد والابتكار في التصميم، ويعملون بشكل كبير مع حرفيي وحرفيات النسيج اليدوي.
وثمنت بوشارب الدعم المتواصل الذي يحظى به المجمع من قبل المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية بالمنستير ومن برنامج "تونس الإبداعية".
من جهته، ابتكر أحمد معلال مؤسس علامة "بلاد فليفر" تحت شعار "نكهة بلادك بروح جديدة" نوعا من البسيسة الصحية بنكهات تتماشى مع تقليعات العصر التي يحبذها الشباب والأطفال على غرار الفستق، و"البوفريوة"، والبسكويت، والفراولة والشوكولاطة.
و تطرق أحمد إلى الصعوبات التي يتعرض لها كحرفي في نظام المبادر الذاتي، وأهمّها مسألة الدعم، حيث يحصل على بطاقة بقيمة ألف دينار في السنة، وهو مبلغ غير كاف لتغطية كلفة حملة اشهارية، معربا عن أمله في أن يقع الترفيع في هذا المبلغ.
واختارت، من جهتها، زهور الهرقلي، المتحصلة على الماجستير في اللوجستيك الصناعي، بعث مشروعها في مجال يستهويها وهو تطريز الأحذية النسائية يدويا أو بالآلة، وجددت في طريقة التطريز لتضيف "الكونتيل" (خيط فضي) و"العقيق" (خرز بلورية صغيرة) وغيرها.
وتنجز زهور تصاميم كل منتوج وتختار له الألوان المتناسقة، وتحاول ابتكار بعض النماذج الجديدة للأحذية النسائية المستوحاة من التراث التونسي، كما استعملت الخط العربي وبادرت بتطريز كعب الحذاء، مؤكدة أنّ ثقة حرفائها في منتوجها جعلتها تطوره، علما أنها تسوق إبداعتها حصريا على شبكة الانترنت، ما مكّنها من ترويجها في الداخل والخارج.
وأكدت منية سعود، زائرة قدمت ولاية من بنزرت للتسوق من هذا المعرض المتنقل، أنّها لاحظت إتقانا وابتكارا في تصميم وجودة مختلف المنتوجات المعروضة، فيما ذكرت مريم بوزقرو المقيمة بفرنسا أنّها اقتنت منتوجات مصنوعة يدويا وفيها اللمسة التونسية التي تحبذها.
ويتنزل تنظيم الدورة الأولى للمعرض الوطني المتنقل للصناعات التقليدية، الذي انطلق بمنتزه قصر السعادة بالمرسى بتونس العاصمة، في الفترة 20-28 فيفري 2025، ضمن استراتيجية وزارة السياحة لدعم الحرفيين والحرفيات على ترويج منتوجاتهم، وخلق فرص أكثر لتسويقها خاصة في المسالك السياحية، وفق المديرة العامة للديوان الوطني للصناعات التقليدية ليلى مسلاتي.
وأكدت مسلاتي أنّ الديوان ركّز خاصة على تشريك الشباب في هذا المعرض المتنقل لتشجيعه وتشجيع خريجي التعليم العالي بالخصوص على إبراز ابتكاراتهم وإضافاتهم في قطاع الصناعات التقليدية خاصة لدى احتكاكهم بالحرفيين الكبار الذين يمتلكون القواعد الصحيحة للحرفة، وفق قولها، معتبرة أنّ هذا التواصل فيه ترابط بين الأجيال، وتطوير للحرف، وحفاظ على ديمومة قطاع الصناعات التقليدية.