أمام جمهور غفير على ركح مهرجان الحمامات... "الشامي" يفتتح أولى حفلاته بتونس

 أحيى الفنان السوري "الشامي" واحدة من أكثر السهرات المنتظرة ضمن فعاليات الدورة 59 من مهرجان الحمامات الدولي (11 جويلية - 13 أوت 2025)، حيث امتلأت مدارج مسرح الهواء الطلق بالجمهور في سهرة الثلاثاء 29 جويلية، وذلك في أول ظهور له على المسارح التونسية. وقد نفدت تذاكر الحفل سريعا ساعات بعد طرحها للبيع على الأنترنات، فكان ذلك مؤشرا واضحا على الشعبية المتصاعدة التي يحظى بها هذا الفنان في الأوساط الشبابية بالوطن العربي.
وتوافد الجمهور مبكرا على مسرح الهواء الطلق بالحمامات، حيث سعى كثيرون إلى حجز مقاعد قريبة من الركح في ظل توقعات بحضور قياسي. وما إن دقت الساعة العاشرة حتى خفتت الأضواء ليظهر الشامي وسط تصفيق حار وهتافات ملأت أرجاء المكان ويبدأ حفله دون مقدمات بأغنية "جيناك" فاشتعلت الأجواء حماسا منذ اللحظة الأولى بين الفنان وجمهوره الذي ردد معه كلمات الأغاني دون انقطاع.
وضمّ العرض 16 أغنية مزجت بين أشهر أعماله وإنتاجاته الحديثة التي اختارها بعناية، وهو ما منح الحفل إيقاعا تصاعديا بعيدا عن أي رتابة. وإلى جانب "جيناك"، قدّم الشامي باقة من أشهر أغانيه التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب على غرار "خذني" و"تشيل" "يلي دار" و"بفديكي"، وهي باقة تنوّعت بين الأحاسيس العاطفية والإيقاعات الراقصة ما سمح للجمهور بالتفاعل المستمر دون توقف ودون تعب أو كلل.
وتوالت الأغاني مع "بلاكي" و"صبرا" قبل أن ينتقل الشامي إلى فقرة "مدلي" التي ضمت مقتطفات من عدة أعمال. كما لم يغفل عن تقديم أبرز نجاحاته مثل "دمك يا عين" و"يا ليل ويالعين" وهي إحدى روائعه التي توّجت بجائزة "أفضل أغنية" في "جوي أواردز". وقد بلغ التفاعل ذروته حين غنى الجمهور كلماتها كاملة تقريبا بصوت واحد دون أن ينتظر أي توجيه من الفنان.
ومع اقتراب نهاية السهرة، أدّى الشامي مجموعة أخرى من أغانيه الرومنسية مثل "تحت سابع أرض" و"سمتيك سما" و"ليلى" و"وين" و"دوالي"، تجسد من خلالها دفء صوته ومرونته التعبيرية. ثم اختتم الحفل بأغنية "دكتور" التي جمعت بين الطابع المعاصر والتقنيات الإلكترونية، ليغادر الخشبة وسط تصفيق حار وابتسامة تعكس سعادته بهذا اللقاء. وقد عبّر عن امتنانه لجمهوره التونسي، مؤكدا مدى فخره بهذا التواصل الفني وبهذه الزيارة الأولى لتونس الخضراء.
وللتذكير فإن "الشامي" هو الاسم الفني لعبد الرحمان فواز، وهو لقب أطلقه عليه سكان بلدة تركية كان يقيم فيها أي نسبة إلى أصوله الدمشقية. وقد أثبت هذا الفنان الشاب حضوره بقوة في المشهد الموسيقي العربي حيث دخل موسوعة "غينيس" كأصغر فنان عربي يتصدر قائمة "بيلبورد" لأفضل 100 فنان عربي. كما حصد أربع جوائز ضمن "بيلبورد عربية" منها "أفضل فنان في فئة أغاني الفلانتين" و"أفضل أغنية إندي". ويواصل الشامي تألقه حاليا من خلال أغنيته المشتركة مع الفنان تامر حسني "ملكة جمال الكون" التي نالت رواجا واسعا وحققت ملايين المشاهدات.
وإلى جانب سهرة الأمس في الحمامات، سيكون له موعد مع الجمهور التونسي من خلال جولة فنية تقوده إلى عديد المهرجانات الأخرى في الجهات حيث سيكون مساء اليوم في مهرجان هرقلة، قبل أن يلاقي مساء غد جمهور مهرجان بنزرت الدولي.