أمام شبابيك مغلقة... الفنان حسام السيلاوي يحيي أولى حفلاته ضمن فعاليات الدورة 59 من مهرجان الحمامات الدولي

احتشد جمهور كبير من اليافعين والشباب أغلبهم لم يتجاوز الثامنة عشرة من العمر على مدارج مسرح الحمامات لحضور أولى سهرات الفنان الأردني الفلسطيني الأصل حسام السيلاوي بتونس، وذلك في سهرة أمس الخميس 24 جويلية ضمن فعاليات الدورة 59 من مهرجان الحمامات الدولي.
وبد أ الجمهور يتوافد على المسرح سويعات قبل انطلاق العرض، وهو ما ترجم الشعبية الواسعة التي يحظى بها السيلاوي لدى الأجيال الصاعدة، إذ بمجرد اعتلائه الركح، دوّت الهتافات وتعالت الصيحات في مشهد تفاعلي عكس مدى الترابط العاطفي بين الفنان وجمهوره الشاب.
هذا الفنان الشاب الذي برز بقوة خلال السنوات الأخيرة، شق طريقه الفني عبر الفضاء الرقمي مستفيدا من منصات مثل يوتيوب ليحقق انتشارا واسعا دون الاعتماد على الوسائط التقليدية. وقد أهله هذا الحضور الرقمي ليصبح من أبرز الوجوه الفنية في العالم العربي خلال فترة زمنية وجيزة.
وفي عرضه على ركح مسرح الحمامات الليلة الماضية أمام شبابيك مغلقة بعد أن نفدت التذاكر فور طرحها، أدى السيلاوي أشهر أغانيه مثل "جميلة" و"الفي" و"لا تنسيني" و"لما تكوني". وتفاعل الجمهور بشكل كبير مع أغنيته "عشانك" الحائزة على جائزة أفضل أغنية عربية في حفل جوائز الموسيقى العربية لعام 2023، حيث ترددت كلماتها بصوت واحد من الجمهور الذي بدا يحفظها عن ظهر قلب.
وما يميز السيلاوي هو جمعه بين الكتابة والتلحين حيث تتسم أغانيه بلغة بسيطة تلامس الوجدان وتتقاطع مع أنماط موسيقية عصرية دون أن تفقد بعدها الإنساني أو العاطفي. وقد تضمن عرضه أيضا مجموعة من الأغاني الأخرى التي لقيت رواجا واسعا على غرار "غريب بلاد" و"شايف طيفك" و"الصبر مفتاح" و"ياما" و"عطشان" التي قدّمت صورة صادقة لشاب عربي يتحدث بلغة الجيل ويعبر عن واقعه دون تكلّف.
// السيلاوي: "في تونس شعرت أنني في بيتي والجمهور لا يُنسى"
وفي ندوة صحفية إثر العرض، عبّر السيلاوي عن سعادته الغامرة بتفاعل الجمهور التونسي، واصفا تجربته بأنها متميزة على المستويين الفني والشخصي. وقال: "شعرت هنا وكأنني بين أهلي لقد استقبلني الناس بحرارة لن أنساها وأتطلع للعودة مجددا إلى تونس".
وعن تفاصيل العرض، كشف الفنان أنه قدم 16 أغنية خلال السهرة، مضيفا أن أكثر ما أدهشه هو طلب الجمهور لأغان قديمة لم تكن ضمن البرنامج، واصفا التونسيين بأنهم جمهور متفاعل ومحب للموسيقى ويحفظ الكلمات بدقة لافتة.
كما تحدث السيلاوي عن بداياته الفنية في العاصمة الأردنية عمّان، مؤكدا أن رحلته نحو النجاح لم تكن خالية من التحديات بل كانت مليئة بالمحطات الصعبة. وأوضح أنه يحرص دائما على أن تعكس أعماله الفنية مشاعره وتجربته الذاتية، مشددا على أهمية الصدق في الكتابة والتلحين.
وتتواصل نبضات الموسيقى في الحمامات بموعد جديد هذه الليلة 25 جويلية احتفالا بالذكرى 68 لإعلان الجمهورية، حيث يقدم الموسيقار محمد علي كمون عرضا بعنوان "24 عطرا - نجوم سيمفونية"، يتضمن مقطوعات موسيقية مستوحاة من التراث المتنوع للولايات الأربع والعشرين التونسية في لوحة فنية تحتفي بالثراء الثقافي والموسيقي الوطني.