القصرين : "التائهان": عرض مسرحي يفتتح مهرجان الشعانبي الدولي بروح المقاومة وثقافة القرب

 افتتحت، مساء الخميس 26 جوان 2025 ، فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان الشعانبي الدولي لمسرح الشارع والفضاءات المفتوحة بمدينة القصرين، بعرض مسرحي ميداني مميز حمل عنوان "التائهان"، من إنتاج المركز الدولي للفنون المعاصرة بالقصرين، وتمثيل الفنانين وليد الخضراوي ونزار الكشو.
يمثّل هذا العرض، الذي وُلد في المدينة ذاتها خلال شهر جويلية 2023، تجربة مسرحية مغايرة، إذ كُرّس منذ انطلاقته لمخاطبة الشارع والانغماس في تفاصيله اليومية، بعيدًا عن الخشبة التقليدية. وقد تم اختياره لافتتاح هذه الدورة ليكون بمثابة جسر تفاعلي مع سكان المدينة والمارة وأهالي الأحياء، في إطار ما يُعرف بـ"ثقافة القرب".
و أكد مدير المهرجان والمشارك في العرض، الفنان وليد الخضراوي، أن الحياة مسرح، والجميع يعيش أدوارًا على خشبته، قائلاً :"اخترنا أن يكون الافتتاح من الشارع وللشارع، لأن ما نعيشه خارج الركح ليس بمنأى عن ما يُعرض فوقه. نحن نُعيد للثقافة دورها الطبيعي، كوسيط حيّ بين الجمهور والمسرح، ونريد أن نجعل من الفن أداة مقاومة واحتجاج".
وأضاف أن السياق العام، خاصة ما يحدث في غزة، فرض نوعًا من التوجّه الفني الملتزم، مبرزًا أن الافتتاح هذا العام لم يكن احتفاليًا بالمفهوم التقليدي، بل جاء محمّلاً برسائل إنسانية وسياسية واضحة، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني وتنديدًا بالصمت الدولي إزاء المجازر المرتكبة.
من جانبه، صرّح الفنان والمختص في مسرح الشارع نزار الكشو أن اختيار "التائهان" للعرض الافتتاحي لم يكن اعتباطيًا، مشيرًا إلى أن العمل يُعدّ أول إنتاج احترافي في مسرح الشارع التونسي، أُنجز بإشراف مباشر من وزارة الشؤون الثقافية وإدارة المسرح.
وبيّن أن العرض طاف بعدد من ولايات الجمهورية، وشارك في تظاهرات دولية بارزة، من أبرزها مهرجان شرم الشيخ الدولي لمسرح الشباب، حيث تُوّج بالجائزة الكبرى. فـ"التائهان" لم يكن مجرد عرض مسرحي، بل كان صرخة فنية في وجه النسيان، ودعوة مفتوحة للوعي والانخراط في قضايا الإنسان " وفق تعبيره.
وختم الكشو تصريحه قائلاً:"مسرح الشارع هو مسرح مقاومة بامتياز. لسنا في لحظة فرح مطلق، بل في لحظة احتجاج فني. نطمح من خلال هذا العمل إلى تحريك مشاعر الفنانين والمبدعين، والأهم من ذلك، تحفيز المسؤولين على الخروج من صمتهم المطبق إزاء معاناة الشعوب المقهورة. لقد سئمنا الصمت، وآن الأوان لأن نتكلم بلغتنا الفنية."
وتتواصل فعاليات مهرجان الشعانبي الدولي لمسرح الشارع والفضاءات المفتوحة إلى غاية يوم  غد 29 جوان الجاري، بين فضاءي قاعة الشعانبي للمسرح والسينما وساحة الفنون، في برمجة تجمع بين العروض المسرحية والشعرية والحكواتية، داخل القاعات وفي الهواء الطلق، في محاولة لخلق تناغم بين الإبداع والفضاء العام.
ويؤكد المنظمون أن المهرجان يسعى إلى تحقيق توازن فني وثقافي بين مختلف الأشكال التعبيرية، وأن المسرح، بوصفه "ابن الشعر"، يجب أن يظل محمّلاً بالرسائل والمضامين.
وقد استقبلت الدورة الحالية عددًا من الأسماء الأدبية والفنية العربية البارزة، من بينها الشاعر العراقي خالد الباشق، الذي ألقى قصيدة مؤثرة استهلّها بالقول:
"من لم يزر في العمر تونس مرة
فكأنه ما عاش أو لم يولدِ
زرها لتعرف ما الجمال وما الهوى
يا رب فأعلِ شأنها لسؤددي".
كما شارك الباحث والكاتب اليمني مجيب الرحمان الوصابي، الذي ثمّن في تصريح ل"وات" تجربة تونس في مسرح الشارع، معتبرًا إياها تجربة رائدة ومُلهمة على مستوى الوطن العربي. وقال إنه سيقدم ضمن فعاليات المهرجان مداخلة فكرية بعنوان "تونس، اليمن، وفلسطين: وحدة الجراح ووحدة المواقف"، إلى جانب قراءات شعرية عن بلاده.
ولا تقتصر التظاهرة على العروض فحسب، بل تتضمن ورشات تدريبية فنية بإشراف ثلة من المبدعين من تونس وخارجها، من أبرزها ، ورشة المشي والرقص بالعصى ورشة فن الكوميديا دي لارتي ورشة المسرح والإعلام ورشة صناعة العصى التقليدية
كما تم تشمل معرضا للصناعات التقليدية، وأمسيات شعرية، وعروض حكواتية، وندوات فكرية، وتربصات ، ومسابقات وتكريمات، ما يجعل من المهرجان فضاءً متكاملاً للتبادل الثقافي والفني بين مختلف الجهات والجنسيات.
 

شارك:

إشترك الأن

يوم سعيد
الماتينال جون مع وجدان
أغاني لحياة
بشائر الصباح -محمد بيار
صباح الخير
إذاعة قفصة
ورود الصباح
أغاني لحياة

أغاني لحياة

06:00 - 09:00

ON AIR
يوم سعيد
الماتينال جون مع وجدان
أغاني لحياة
بشائر الصباح -محمد بيار
صباح الخير
إذاعة قفصة
ورود الصباح