بيت الرواية يحتفي بشفيق الطارقي بعد تتويجه بجائزة الكومار الذهبي 2025

احتضن "بيت الرواية" بمدينة الثقافة عصر امس الجمعة 27 جوان 2025، لقاء احتفائيا بالروائي والشاعر شفيق الطارقي بمناسبة فوزه بجائزة الكومار الذهبي للرواية باللغة العربية عن عمله السردي الأخير "لمن تجمع وردك يا مكرم".
وفي مستهل اللقاء، أشار مدير بيت الرواية يونس السلطاني إلى أن هذا النشاط يندرج ضمن تقليد ثقافي دأب عليه بيت الرواية وهو تكريس للاحتفاء بالروايات المتوَّجة ضمن الجوائز الأدبية. وقال إن مؤسسة بيت الرواية اختارت تنظيم هذا اللقاء على مرحلتين حيث كانت المرحلة الأولى التي انتظمت امس الخميس مخصصة للروايات المتوَّجة باللغة الفرنسية، في حين تم تخصيص المرحلة الثانية للروايات المتوَّجة باللغة العربية ومن بينها رواية شفيق الطارقي.وقدّم الأستاذ فتحي النصري، وهو رئيس لجنة تحكيم جائزة الكومار الذهبي للرواية باللغة العربية، قراءة معمّقة لرواية "لمن تجمع وردك يا مكرم"، معتبرا إياها نصا ينهل من الواقعية ويطرح قضايا وجودية من خلال سرد شعري ساخر ومعمّق في آن. وذكرأن الرواية تدور حول شخصية "مكرم" أستاذ اللغة العربية الذي يعود في يوم خاص من حياته إلى تأمل ماضيه واستحضار تفاصيل من تجربته الخاصة ليكشف عبر هذا المسار عن أسئلة كبرى تتعلق بالهوية والوجود والانتماء.
وقال النصري إن هذا العمل الروائي ينفتح على بعد تأملي وجودي ويمزج بين الحلم والواقع وبين السرد واليومي بروح ساخرة لا تخلو من شاعرية، فيما يشبه ما يعرف في النقد الأدبي بحلم اليقظة وهي رواية تعكس ما يمكن تسميته بنقد الذات اليسارية في تونس دون أن تنخرط بالضرورة في خطاب ايديولوجي مباشر.بدوره، عبّر الكاتب شفيق الطارقي عن اعتزازه بهذا التتويج، مؤكدا أنه محطة في مسيرة لا تزال تتلمّس طريقها نحو الحلم السردي الأكبر. وأضاف أن هذا التتويج يأتي بعد روايتين سابقتين وهو تأكيد لمسار لا يُبنى على رغبة في المجد أو الشهرة بل على محاولة حقيقية لإعادة الاعتبار للسرد بوصفه شكلا فنيا قادرا على التعبير عن الهواجس اليومية والقلق الإنساني.
كما أضاف الطارقي أن هذه الرواية جعلت الآخرين يعترفون به شاعرا، رغم أن الشعر كان بدايته، مبيّنا أن السرد بالنسبة إليه ليس بديلا عن الشعر وإنما هو استمرار لذات اللغة الباحثة عن دهشة المعنى. واعتبر أن السرد هو امتداد للقصيدة لا قطيعة معها، وأن "من ينتقل من الشعر إلى الرواية ليس خائنا بل متجوّل بين غرف اللغة".
وفي حديثه عن مضمون الرواية، أوضح أنها تحاول التقاط اللحظة الوجودية الحاسمة بين الحياة والموت وبين الحلم والواقع، قائلا: "شخصية مكرم في الرواية تعيش سقوطا ماديا وحياتيا لكنها في العمق ترمز إلى سقوط حلم أو ما تبقّى من مشروع ثقافي وإنساني ناضل جيل كامل من أجله."
وانتقد الطارقي "الكتابة التي تستجدي الشهرة أو المناصب"، قائلا: "أنا لا أكتب كي أصبح عضوا في اتحاد الكتّاب ولا لأحتل ركنا في ندوة. أكتب لأن اللغة تسكنني ولأن السرد يساعدني على أن أقاوم هذا السقوط الجماعي". كما تطرّق إلى غياب النقد الأدبي الجاد في تونس، معتبرا أن الجوائز وحدها لا تكفي، مؤكدا على أن "النص لا يحيا إلا بالنقد لا بالنقد المصلحي أو المجامل وإنما بالنقد الحقيقي القادر على أن يرافق النص في سؤاله الجوهري وهو لماذا نكتب؟"
وأكد في ختام مداخلته أن الكتابة تظل بالنسبة له مساحة للحرية، وأنه لا عن منطق الارتزاق الأدبي أو السعي وراء الجوائز.

شارك:

سبر أراء

ما هي أنواع البرامج التي تفضلونها أكثر؟

عدد الأصوات : 211

إشترك الأن

الإذاعة الوطنية
الإذاعة الثقافية

الإذاعة الثقافية

ON AIR
الإذاعة الوطنية