غاب الصوت وبقي الصدى... الإذاعة التونسية تودّع أحد فرسانها

غابت نبرة دافئة كانت ترافق صباحتانا ومساءاتنا عبر أثير الإذاعة الوطنية. رحل الإعلامي وليد التليلي، وخلّف وراءه فراغًا ، وذكرى تظلّ حاضرة في وجدان كل من عرفه واستمع إليه.
منذ انطلاق مسيرته في أواخر الثمانينيات، وتحديدًا منذ سنة 1989، أثبت وليد التليلي حضوره المهني والإنساني لم يكن فقط صوتًا عبر الأثير، بل كان قلبًا نابضًا بالإذاعة، عاشها بشغف، وأعطاها من روحه ووقته الكثير.
تميّز الراحل برصانته، بصدق نبرته، وبدماثة أخلاقه التي أكسبته احترام الجميع دون استثناء. بصماته واضحة في عدد من البرامج التي باتت جزءًا من الذاكرة الإذاعية التونسية، أبرزها "عازف الليل" و**"يوم سعيد"**، وهما ليسا مجرد عنوانين بل شهادتان على حسّه الإنساني الرفيع، وقدرته على محاورة القلوب لا الآذان فقط.
قد لا يكون الإعلام قد أنصفه كما يستحق، لكن زملاءه ومستمعيه يعرفون جيدًا قيمته ومكانته. فهو ينتمي إلى مدرسة إذاعية عريقة، تتلمذ فيها على أعرق المدارس الاذاعية التونسية ومنهم الراحل صالح جغام، ومضى على ذات النهج بكل أمانة ومسؤولية.
اليوم، تودّعه الإذاعة التونسية بحزن كبير. تودّع ابنًا من أبنائها الأوفياء، وصوتًا ظلّ وفيًا للمهنة ولجمهوره حتى النهاية.
رحل وليد التليلي، لكن صوته باقٍ... في الذاكرة، في الأرشيف، وفي القلب.
عبد اللطيف الحاج علي