صناعة المحتوى الدرامي العربي من النص الى المنصة وكيف ننافس في السوق العالمية محور ندوة حوارية

مثلت صناعة المحتوى الدرامي العربي وسبل بلوغ العالمية المحور الابرز لاعمال الندوة الحوارية التي انتظمت اليوم في اطار اشغال الدورة 25 للمهرجان العربي للاذاعة والتلفزيون التي تتواصل على مدى ثلاثة ايام بالمدينة المتوسطية بياسمين الحمامات.
عديدة هي التساؤلات التي اثيرت في اعمال هذه الندوة والتي تشكل وفق المشاركين في نقاشاتها تحديات يجب على الدراما العربية رفعها لبلوغ العالمية، ومن بينها بالخصوص تطوير النصوص لتواكب التحولات في اساليب السرد الدرامي الرقمي وتوفير قصص تلامس الهموم المحلية بروح كونية وبحث سبل تطوير بنية انتاجية عربية مشتركة قادرة على اناتج اعمال عربية تحقق العالمية والتفكير في استراتيجيات عربية لتسويق عالمي للدراما العربية دوليا ودفع الاستثمار في الدراما الرقمية.
ندوة حوارية اثثها المخرج هشام الجباري من المغرب والاستاذ الجامعي المتخصص في علوم الاعلام والاتصال سفيان العكروت واستاذة الاعلام والدراما باكاديمية الشروق بالقاهرة والباحثة في مجال الذكاء الاصطناعي الدكتورة نسرين عبد العزيز من مصر بمداخلات اهتمت ب"الدراما العربية من المحلية الى العالمية" و ب"الدراما العربية ورفع تحدي المنصات الرقمية" وب"الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالدراما العربية" .
واشار المخرج هشام الجباري الى ان التساؤل حول وصول الدراما العربية الى العالمية سؤال شريعي تؤكده قوة الدراما العربية وعراقتها والتي هي اليوم مدعوة لرفع تحدي العالمية خاصة بالعمل على دفع التوزيع على المستوى العالمي واستغلال المنصات الرقمية الموجودة المتخصصة في الافلام والمسلسات والعمل على انشاء منصة عربية قوية لنشر الاعمال الدرامية فضلا عن العمل على دفع التنسيق بين المنتجين والقنوات العربية لوضع استراتجية واضحة وجريئة لنشر الدراما العربية.
واشار بخصوص محتوى الدراما العربية واشكالية النصوص الى ضرورة اعادة النظر في معالجة النصوص خاصة ما يتعلق بطريقة تقديم العمل الدرامي والرؤية العربية للعلم الدرامي دون الانسلاخ من الهوية العربية والثقافة العربية والهوية البصرية العربية مبرزا ضرورة ان تسجل الدراما العربية حضورها في المنصات الرقمية العالمية للاستفادة من انتشارها العالمي الكبير لايصال صورتنا وصوتنا العربي وخاصة العمل على دبلجة الاعمال وترجمتها بطريقة احترافية والاستفادة من الامكانيات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي في هذا المجال.
ولاحظ ضرورة اعطاء دفع قوي للشباب العربي في الاخراج والانتاج وانجاز الاعمال الدرامية خاصة وانهم قادرون على تطوير المعالجة الدرامية والانتقال بها من التعاطي الكلاسيكي الى اشكال جديدة ومجددة تواكب التطورات والتحولات التكنولوجية التي ما فتؤوا يبدعون فيها.
واشارت نسرين عبد العزيز من جهتها انها حرصت في مداخلتها التي تطرقت الى العلاقة بين الدراما العربية والذكاء الاصطناعي الى ان استخدام الذكاء الاصطناعي يعود الى فترة طويلة وزاد اليوم انتشارا بتطور التقنيات التي باتت تتيح "شراء وجوه الممثلين" واعادة استخدامها في اعمال درامية و ظهور "الممثل او الدوبليل الروبوت" او "الدوبلير الرقمي" وكتابة السيناريو وازالة الشيخوخة والتسويق التجاري مبرزة ان الذكاء الاصطناعي واستغلال مكانه يؤسس الى "علاقة تكاملية ستخلق مهنا جديدة ولا يشكل تهديدا او يبني علاقة احلالية".
واكدت ضرورة طرح مسالة " الكود الاخلاقي" عند استعمال الذكاء الاصطناعي من اجل توظيف يطور الدراما العربية ولكن لا يلغي الصناعة الابداعية والصناعة البشرية ويحقق التكامل الفني مبرزة ان رفض توظيف الذكاء الاصطناعي سيتسبب في تاخر الدراما والاعمال الابداعية ولذلك وجب تدريب صناع الدراما على استخدام ادوات الذكاء الاصطناعي ليكون وسيلة مساعدة ولا وسيلة احلالية تهدد المبدعين والعاملين في المجال.
وابرز سفيان العكروت في مداخلته ان 53 بالمائة من الشباب العربي يتابع الدراما بصورة دائمة على المنصات الرقمية بما يبرز اهمية حضور الدراما العربية في المنصات الرقمية في ظل ما تتيحه من مميزات من ابرزها الحرية الكاملة في اختيار المضمون واختيار وقت المشاهدة وطريقتها فضلا عن توفيرها لامكانيات المشاهدة بتفعيل خاصيات الترجمة باكثر من لغة.
وشدد على ان بلوغ العالمية يتطلب بذل جهود للنفاذ الى المنصات الرقمية العالمية او لتطوير منصات رقمية لبث الدراما العربية مع توفير الترجمة والدوبلاج والتي تشكل منفذا هاما للعالمية.
وابرز المشاركون في الندوة الحوارية ضرورة دفع التعاون بين المنتجين من البلدان العربية لتشكيل قوة قادرة على النفاذ بالاعمال الدرامية العربية الى العالمية فضلا عن ايلاء كتابة النص اهمية محورية في تطوير مضامين الدراما العربية واعطائها البعد الكوني دون اهمال الخصوصية العربية فضلا عن ضرورة دفع توظيف التكنولوجيات الرقمية لبناء صناعة ابداعية محلية الروح عالمية الانتشار.