مدنين: سعاد حرفية من ذوات الإعاقة رغم الصعوبات تسجل علامتها في مجال منسوجات نبتة السمار

تحيّنت سعاد وهي حرفية من ذوات الإعاقة فرصة هدوء حركة البيع والشراء بأحد القاعات بالقرية الحرفية بمدنين وجلست على طاولة المنسج لاستكمال قطعة ستائر مصنوعة من عشبة السمار لبيعها حسب الطلب لأحد الزبائن مستخدمة يدها اليسرى دون اليمنى ويبدو انها تعودت النسج بمهارة باستخدام السمار رغم صلابة هذه النبتة..
وتجول سعاد وهي أرملة أربعينية بناظريها كل فينة وأخرى بين منتوجاتها التقليدية المعروضة... فكل قطعة شكلتها بيد واحدة تروي قصة صبر وكفاح وشغف وحب. قطع ترسم في هيئة عرضها لسعاد ذكرى فقد لزوجها الذي تركها تعيش الكفاف قبل ان تستثمر موهبتها التي علمتها إياها جدتها منذ الصغر في النسيج لتجنىي قوت يومها وتعيش دونما حاجة للناس وتعيل ابنها الوحيد.
لم تثن الإعاقة سعاد على التعويل على ذاتها، حسب ما صرّحت به لوكالة تونس افريقيا للانباء، بل كانت سببا للاصرار على مجابهة مشاق الحياة رغم صعوبة عملها الحرفي الذي يتطلب مرونة ومهارة في حركة اليدين..
وبدت المعروضات ذات جودة عالية وتنوعت بين الستائر والحقائب والقفاف وغيرها من منتوجات الزينة. قالت سعاد ان مردود بيع منتوجاتها التقليدية يكفيها ويفي بحاجياتها فهي تبيع القطعة الواحدة من الستائر بين 300 و350 دينارا وبقية المنتوجات من 35 دينارا فأكثر.
وتابعت وهي بصدد ادخال عشبة السمار بين خيوط المنسج والتي تكون على شكل أعواد ، "كنت اكتسبت مهارة النسج اليدوي منذ الصغر ثم فكرت بعد وفاة زوجي في جعلها مصدر رزق لي فتكونت في اطار برنامج اطلقه الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي في 2017 وبعدها بدأت العرض في القرية الحرفية بمدينة مدنين سنة 2022".
وحققت سعاد انتعاشتها الاقتصادية منذ حوالي 4 سنوات وشاركت في المعارض الوطنية والمسابقات.
وتعتبر عشبة السمار المادة الأولية الأساسية لجميع منتوجاتها غير انها تلاقى صعوبات جمّة في الحصول عليها فهي تعمد كل فصل صيف (جوان وجويلية واوت) الى حصدها من على ضفاف الاودية وهي تواجه وخز الاشواك والحشرات والحيوانات البرية.
تقول "لاينتهي العمل عند حصاد هذه النبتة والحصول على كميات منها لأنه لزاما علي أن أتولى غسلها وعرضها على اشعة الشمس لمدة 20 يوما وأقوم مرات بصبغها بمواد طبيعية".