مدنين: القرية الحرفية..قنطرة نحو تثمين المنتوج الجهوي لكنها تحتاج التغيير

 لا يتجاوز عدد الحرفيين المنتصبين بالقرية الحرفية بمدينة مدنين 6 أشخاص، اختاروا هذا الفضاء للترويج لمنتوجاتهم التقليدية رغم بعض الإشكالات المسجلة، حسب تصريح سليم غنجة، المندوب الجهوي للصناعات التقليدية بمدنين.
وتضم ولاية مدنين 3 قرى حرفية موزعة جغرافيا بمعتمديات مدنين وبني حداش وحومة السوق جربة حيث تعرض صناعات تترجم خصائص المكان وتقاليد أهله وتنقلها عبر محامل عديدة ومختلفة.
وفي لقاء جمعه بفريق وكالة تونس إفريقيا للأنباء في إطار برنامج " أضواء على الجهات" أكد غنجة أن الحرفيين السّتة فتحوا مشاريعهم منذ 2018 وذلك ضمن القسط الأول من مشروع القرية. وأشار إلى أن المندوبية تلقت نحو عشرين مطلبا لحرفيين يبحثون عن فتح محلاتهم بالمكان لما توفره من متابعة وتأطير وفرص لتشريكهم في مختلف المعارض الجهوية والوطنية.

ويهدف تركيز قرية حرفية أساسا وفق قوله إلى إبراز منتوجات الجهة وتثمينها بشكل يمكن الحريف من الإطلاع على المنتوجات المعروضة ويكتشف كيفية إعدادها من قبل المنتج وهذا يساعد على البيع بشكل " مباشر وعلى عين المكان".

وتتنوع المنتجات المعروضة في القرية إذ يتوفر الحلي والألياف النباتية والتزويق عل محامل مختلفة كما يعرض الخزف التقليدي وتقنيات تقطير الأعشاب الطبية والطبيعية المعروفة في الجهة خاصة منها بني خداش.

ولئن تتفرد القرية الحرفية بموقعها المقابل للقصور الأثرية على مستوى طريق جربة، فإنها غير مدرجة ضمن المسلك السياحي، كما جاء في تصريح نجاة بوعبيدي، صاحبة ورشة رشق أصيلة معتمدية بني خداش، وأعتبرت ضعف مردودية النشاط ومحدودية المبيعات يعود إلى غياب التكوين وهو ما يتطلب إحداث مركز خاص لضمان يد عاملة متكونة.

ولفتت بوعبيدي إلى ضرورة إدراج القرية ضمن المسلك السياحي ما يمكن السّياح من الاطلاع على مختلف منتجاتهم التي " يسهرون على ضمان جودة عالية بشكل يستجيب لمتغيرات المحيط ومطالب الحرفاء وتحافظ على خصائص الجهة". كما أنّ المكان يحتاج إلى تدخل بيئي لرفع الفضلات المكدسة التي يتزايد حجمها خاصة خلال فترة السوق الأسبوعية.

وتسعى المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية إلى توفير محلات أخرى للحرفيين بمعدل 12 محلا إضافيا وهذا رهين استكمال أشغال القسط الثاني حتى تكون القرية فضاء تجاريا وتسويقيا للصناعات التقليدية على اختلافها وتنوعها.
ن خ