صفاقس : اليوم الجهوي للتراث بصفاقس يضع الموقع الروماني الأثري "باراروس" تحت المجهر

نظمت المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بصفاقس، بالشراكة مع تفقدية الساحل الجنوبي للتراث، اأمس الاحد  11 ماي 2025 ، بمناسبة الاحتفال بشهر التراث، يوما جهويا للتراث بمنطقة "وداى الرقة باراروس"بالحنشة

وأفاد المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بصفاقس، محمد الخراط، في تصريح إعلامي بأن هذه التظاهرة تتنزل في إطار تثمين المناطق الأثرية، حيث تمت زيارة المواقع الأثرية الكامنة بالحنشة والتعريف بها، على غرار خزانات المياه، وفضاء المسرح الروماني، وإبراز المخزون التراثي المادي واللامادي التي تتميز به المنطقة من صناعات تقليدية، وفروسية، وشعر شعبي ..."

وأضاف أن "إبراز كل ما هو تراثي التابع للمنطقة، يهدف إلى التعريف بتراثنا والعمل على صونه، بإعتبار أن تراثنا يعكس هويتنا وحضارتنا يجب المحافظة عليه ".

من جهته، قال المتفقد الجهوي للتراث بالساحل الجنوبي، سفيان باللكحل، أن "اليوم الجهوي للتراث بصفاقس، الذي تم الاحتفال به بالموقع الأثري، وادي الرقة باراروس، من خلال عديد الفقرات التنشيطية مثل التعريف بالحرف، والأكلة التقليدية، واللباس التقليدي، التي تعرف بها المنطقة، فضلا عن الفروسية، والفن الشعبي، يعد فرصة للتعريف بمكونات هذا الموقع الأثري، والمسرح الروماني ... وتحسيس الجمهور الحاضر وتوعيته، بضرورة تثمين هذا التراث باعتباره رافدا من روافد التنمية السياحية والثقافية ".

وبين أن " المعهد الوطني للتراث سيولى سنة 2025- 2026، أهمية بعديد بالمواقع الأثرية مثل وادي الرقة، وموقع يونقا بجهة صفاقس... وغيرها بالبلاد التونسية، من أجل تحديد حاجياتها، وتثمينها ".


وقال " ان خصوصية الموقع الأثري وادي الرقة باراروس، الذي لم يتم الاهتمام به منذ الحفريات في السبعينات، تكمن في تواصل التوطين بالموقع عبر الزمان والمكان، الذي انطلق في الفترة القديمة والوسيطة ".

من ناحيته، أعرب النائب المحلي عن عمادة، سيدي حسن بالحاج، التابعة لمعتمدية الحنشة بولاية صفاقس، نبيل الزين، عن "سعادته واستحسانه بتسليم الضوء على المنطقة الأثرية باراروس وادي الرقة، التي تعد منطقة مهمشة ".

وفي هذا الصدد، دعا النائب المحلي المسؤولين على مستوى جهوي، ومركزي، إلى"ضرورة الالتفات إلى المنطقة، وإيلاء أبنائها الدعم المادي اللازم، لأنه لديهم أفكارا خلاقة، للاستثمار في الموقع الأثري باراروس، وتحويله إلى دار للضيافة، وإحداث مسلك سياحي، ومخيمات صيفية ".

وحذر من "إمكانية إندثار هذا المعلم الأثري باراروس، في حال عدم إيلائه العناية والدعم الكافيين"

وبدوه، أبرز والي صفاقس، محمد الحجري، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن "التراث ليس حجارة فحسب، بل هو رسالة لإستشراف المستقبل من خلال ماضينا، وإيماننا بتاريخنا وحضارتنا ".

وفي هذا السياق، دعا إلى ضرورة "تضافر كل الجهود والاشتغال، على تثمين المعالم الأثرية، لانها تعبر عن الهوية والحضارة التونسية ".

وتضمن برنامج اليوم الجهوي للتراث، الذي حظي بحضور جماهيري لافت قدر بحوالي 10 آلاف زائر، وفق تقديرات الأطراف الأمنية، زيارة معالم الموقع، ومعارض وورشات تضمنت معرضا وثائقيا وصورا للتعريف بالموقع الأثري "وادي الرقة باراروس"، ومعرضا للأكلة التقليدية واللباس التقليدي، ومعرضا للحرفيين بمعتمدية الحنشة، وورشات حية في الفسيفساء، والسعف، والسخاب، والنسيج، فضلا عن العرض الرسمي الذي تضمن مراوحات شعرية، وعرض الصالحي، وعرض العرس التقليدي والجحفة، والفروسية والطبال .

ويتميز المعلم الأثري "باراروس القديمة" المعروف ب"وادي الرقة" حديثا بخزانات الماء الكبيرة المحفورة تحت أنفاق الأرض عن طريق الأروقة والأعمدة التي تختزل روعة المعمار الروماني تعلوها شرفات مقوسة بنيت فوق سطح الأرض للتهوية والإضاءة تمكن الزائر من النزول إليها عن طريق مدرجات محفورة لاكتشاف جمالية هذا المعلم الأثري .

هذه الخزانات لتجميع المياه التي تبلغ سعتها حوالي 7600 م3 ويتراوح قطرها بين 36 و40 م تعود حسب شكل هندستها الفريدة من نوعها والتي تكاد الوحيدة في الجمهورية مبنية تحت سطح الأرض على شاكلة الأروقة والأعمدة إلى القرن الأول بعد ميلاد المسيح" وفق ما ذكره المتفقد الجهوي للتراث بالساحل الجنوبي، سفيان باللكحل .

كما يحتوى الموقع على عديد المعالم الأثرية التي مازالت تخلد عمق الحضارة والتاريخ مثل الساحة العامة التي يعود تشييدها إلى القرن الأول بعد ميلاد المسيح ثم تم توسيعها في القرن الثاني بعد ميلاد المسيح ، وتفتح الساحة العامة على معبدين يعودان للقرن الثاني بعد المسيح وقوس النصر في مدخل المدينة الذي يعود حسب الهندسة والحفريات إلى بداية القرن الأول بعد المسيح وملعب ومسرح رومانيان اللذان يعودان حسب خصائص هندستهما إلى بداية القرن الثاني القرن الثاني بعد الميلاد إضافة إلى بعض المنازل الرومانية مثل دار العازف "ورفاي"التي تعود حسب هندستها إلى آخر القرن الثاني بعد المسيح .


يذكر أن الموقع الأثري الروماني "باراروس ، كان ضمن المسارات والمزارات الثقافية التي نظمتها اللجنة التنفيذية لتظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية سنة 2016 .
 

شارك:

سبر أراء

ما هي أنواع البرامج التي تفضلونها أكثر؟

عدد الأصوات : 186

إشترك الأن

يوم سعيد
صباحك أجمل
طريق الامان
نسائم الصباح
الإذاعة الثقافية

الإذاعة الثقافية

ON AIR
يوم سعيد
صباحك أجمل
طريق الامان
نسائم الصباح