سبيطلة تحتفي بتاريخ السباسب: ملتقى دولي في رحاب الذاكرة والبحث العلمي

انطلقت أمس الخميس 8 ماي 2025، بمدينة سبيطلة فعاليات الملتقى الدولي الثامن لتاريخ السّباسب، الذي يتواصل إلى يوم 10 ماي الجاري، في إطار الدورة 34 لشهر التراث، بمشاركة ثلّة من الباحثين والمتدخلين من تونس وعدد من الدول المغاربية والأوروبية .
ويُنظّم هذا الملتقى من قبل وزارة الشؤون الثقافية، والمعهد الوطني للتراث، ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، بالتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية القصرين.
شهدت الجلسة الافتتاحية للندوة حضور عدد من الشخصيات الوطنية والجهوية، إلى جانب مجموعة من الأكاديميين والمتدخلين في مجالات البحث التاريخي والأنثروبولوجي والاجتماعي. ومن بين الحاضرين: السيّد داودا صو، مدير الدراسات والبرمجة والتعاون الدولي بوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، والسيّد منير فنطر، مدير التعاون الدولي والتكوين والنشر بالمعهد الوطني للتراث، والسيّد حاتم دلالي، المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بولاية القصرين، والسيّد حاتم الرياحي، معتمد سبيطلة.
افتُتحت الندوة بكلمة ترحيبية ألقاها الأستاذ لطفي الندّاري، أكّد فيها على أهمية هذا الفضاء العلمي في تعزيز تبادل المعارف والخبرات، وعلى ضرورة الارتقاء بالبحث التاريخي حول منطقة السّباسب بما يُبرز عمقها الحضاري وتحولاتها المتنوعة.
وألقى السيّد منير فنطر كلمة نيابة عن المدير العام للمعهد الوطني للتراث، السيّد طارق البكوش، شدّد فيها على أهمية إعادة إحياء هذا الملتقى العلمي باعتباره منصّة متجدّدة للحوار الأكاديمي والتفكير الجماعي حول تاريخ منطقة السّباسب، داعيًا إلى دعم البحوث متعدّدة الاختصاصات لفهم التحوّلات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة التي شهدتها الجهة.
من جهته، ألقى السيّد داودا صو كلمة نيابة عن السيّدة ربيعة بلفقيرة، المديرة العامة لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، أكّد فيها البعد الأكاديمي العريق لهذا الملتقى منذ انطلاق دورته الأولى سنة 1998، مبرزًا الأهمية الاستراتيجية التي تمثّلها منطقة السّباسب التونسية، ليس فقط كمجال عبور تاريخي، بل كمجال حيوي أسهم في بلورة ملامح الحضارة التونسية والمتوسطية. كما شدّد على ضرورة تجاوز الصّور النمطية التي سادت بعض الدراسات السابقة، معتبرًا أن التراث ليس مجرّد عنصر من عناصر الذاكرة، بل هو رافعة تنموية ينبغي تثمينها واستثمارها في مقاربة قضايا راهنة مثل التغيرات المناخية، والهوية، والتوازن التنموي.
وعبّر السيّد حاتم دلالي عن تقديره لجهود المؤسّسات الشريكة في تنظيم هذا الملتقى، مثمّنًا المستوى العلمي للمداخلات المقدّمة، فيما أكّد السيّد حاتم الرياحي أنّ هذه التظاهرة تندرج في إطار دعم الإشعاع الثقافي لمدينة سبيطلة وجهة القصرين عمومًا، وتفتح آفاقًا جديدة للتنمية الثقافية المستدامة.
وقد أعلنت الاستاذة سميرة السّهيلي انطلاق أشغال الملتقى، داعيةً إلى الانفتاح على الدّراسات والبحوث الرّاهنة ذات الصلة بتاريخ المنطقة وتنوّع روافدها الحضارية.
واتّسمت الجلسة العلمية بحوارات ثرية ونقاشات بنّاءة عكست تنوّع المقاربات البحثية، حيث تناول المشاركون قضايا دقيقة تتعلّق بتاريخ السّباسب ومناهج دراسته، في أجواء طبعها الانفتاح وتبادل الرؤى.
وتتواصل أشغال هذا اللقاء العلمي يومي 9 و10 ماي من خلال سلسلة من المداخلات العلمية والنقاشات الأكاديمية الثرية، في سياق من الحوار البنّاء الذي يعزّز من فهم تاريخ السباسب، ويُسهم في إعادة صياغة مقاربات التراث والتنمية في تونس برؤية علمية شاملة.