تقديم رواية "مدينة الأنصاف السفلى" لآمنة الرميلي ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب

ضمن فعاليات الدورة 39 من معرض تونس الدولي للكتاب، الملتئمة من 25 أفريل إلى 4 ماي 2025، قدمت امس الأحد 27 أفريل 2025 الكاتبة آمنة الرميلي روايتها الجديدة "مدينة الأنصاف السفلى"، الصادرة منذ أيام، عن دار محمد علي الحامي للنشر والتوزيع.
و "مدينة الأنصاف السفلى" هي رواية تنطلق من ظاهرة اجتماعية سائدة وهي العنف المسلط على النساء، لتُقدم عالما تخييليا يقوم على المُقابلة بين المجتمع "الذكوري" ومُجتمع بديل تنتصر فيه النساء على العنف ويُحققن ما وصفته الرواية ب "العدل"
وتولى تقديم هذا الأثر الناقد والكاتب شفيع بالزين الذي أشار إلى أن الرواية تندرج ضمن جنس أدبي مغيب في الكتابات العربية وهو "اليوتوبيا النسائية، ويقصد به خلق فضاء تخييلي في الرواية لا وجود له في الواقع ولا في أي مكان آخر ويتم الوصول إليه عن طريق العبور من فضاء الواقع إلى العالم الأدبي.
وفي قراءته لهذا العمل، نوه بالزين إلى البعد الإيديولوجي النسوي في الرواية ملاحظا أنها يمكن أن تتحول إلى عمل سينمائي هام.
أما صاحبة الكتاب، آمنة الرميلي، فقد أشارت إلى أن العمل يهدف إلى دفع القارئ نحو طرح التساؤلات حول العنف المسلط على النساء وتأثيراته عليهن وكيف يمكن أن يتم التصدي له.
وفي إجابة عن سؤال "وكالة تونس افريقيا للأنباء" حول البعد العلاجي للكتابة في هذا العمل الذي تستهله الكاتبة بإهداء لروح رفقة الشارني، صرحت آمنة الرميلي أن الرواية ذات طابع علاجي وجاءت نتيجة لما تركته جريمة قتل رفقة الشارني من تأثيرات نفسية على الكاتبة، وهي محاولة لرد الإعتبار لهذه الضحية التي أثرت فيها لما تعرضت له من "ظلم وحشي".
وللإشارة فإن رفقة الشارني هي امرأة تونسية أصيلة مدينة الكاف قُتلت سنة 2021 عن عمر يناهز 26 عاما، على يد زوجها بعد أن تعرضت للعنف عديد المرات وفي كل مرة تُبلغ عن العنف لا يتم التعاطي معها بجدية.
هذا الأثر الذي يضم 324 صفحة يستلهم من قصة رفقة الشارني وقصص نساء أخريات ضحايا عنف ليبني عالما تخييليا يطرح العنف المسلط على النساء بمختلف أشكاله طرحا نسويا يجيب على سؤال مركزي وهو ماذا إن واجهت النساء العنف بالعنف؟
وجدير بالذكر أن كاتبة هذه الرواية، آمنة الرميلي، هي جامعية وكاتبة تونسية تحمل في رصيدها عديد المؤلفات على غرار رواية "توجان" التي تُوجت بجائزة الكومار الذهبي للرواية العربية سنة 2016 ورواية شط الأرواح الصادرة سنة 2020 عن دار محمد علي للنشر وتحصلت سنة 2021 على الجائزة الوطنية زبيدة بشير، التي يمنحها مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة، لأفضل الكتابات النسائية ضمن صنف الرواية.