تطاوين : انطلاق فعاليات الدورة 34 لشهر التراث بتطاوين تحت شعار "التراث والفن ذاكرة الحضارة"

انطلقت، أمس الجمعة 18 أفريل 2025، بالمركب الثقافي بتطاوين فعاليات الدورة 34 لشهر التراث، تحت شعار "التراث والفن ذاكرة الحضارة"، وتمتد أنشطة هذه التظاهرة لتشمل مختلف معتمديات ولاية تطاوين، ضمن برنامج متكامل، يسعى إلى المزج بين الموروث الحضاري والفنون المعاصرة، بما يخلق مساحة تفاعلية، تمكّن الجمهور من إعادة اكتشاف التراث المحلي بروح فنية متجدّدة.
وتهدف هذه الفعاليات إلى تعزيز الديناميكية الثقافية في الجهة، ودعم المبادرات الفنية التي تستلهم من الذاكرة الجماعية، فضلًا عن تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه التراث في تشكيل الهوية الثقافية، وتعزيز الإبداع الفني المحلي.
وفي هذا السياق قال فرج صفيفر، المدير الجهوي للشؤون الثقافية بتطاوين، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، إنّ ولاية تطاوين، كسائر ولايات الجمهورية، على موعد مع شهر التراث من 18 أفريل إلى غاية 18 ماي، بهدف التسويق للموروث والإرث التراثي الثقافي للجهة.
وأضاف أن الانطلاقة كانت مع مهرجان "لمّة تراث ورغمّة"، الذي شمل مجموعة من المعارض الفنية والتراثية بالمركب الثقافي بتطاوين، إلى جانب مجموعة من الورشات التي تُعرّف بعدد من الحرف التقليدية التي تمتهنها النساء في المناطق الريفية، والتي تمثل مخزونًا تراثيًّا هامًّا، ويتواصل هذا النشاط بتنظيم ندوات فكرية حول الذاكرة الشعبية، بالإضافة إلى رحلات سياحية نحو بعض المناطق التراثية، فضلًا عن أنشطة وعروض فنية متنوعة.
وأوضح أنّ المركبات الثقافية في مختلف معتمديات الجهة ستشارك في فعاليات شهر التراث، من خلال عروض مختلفة، من بينها تثمين الصور التراثية من خلال بعض العروض الفنية المتنوعة، وأيام تنشيطية مفتوحة، وسهرات فنية تراثية، لاسيما بمنطقة البئر الأحمر، التي ستشارك في الصالون الوطني للتراث بولاية المهدية.
أما دار الثقافة بغمراسن، فستُخصص فعاليات المهرجان الوطني للطفولة لبرمجة تتماشى مع المخزون التراثي للمنطقة، الذي يعد مهمًّا جدًا، بهدف توعية الأطفال بأهمية المحافظة على هذا التراث، بالإضافة إلى أنشطة تنشيطية متنوعة.
وفي دار الثقافة بالصمار، سيتم الافتتاح يوم 20 أفريل، بجملة من الأنشطة، والمعارض الفنية للصور الفوتوغرافية والورشات الفكرية، إلى جانب زيارات لبعض المعالم التراثية، وندوات تفاعلية حول تقنيات العمارة وجمالية الهندسة التراثية في ولاية تطاوين.
وفي دار الثقافة برمادة، سيتم تأثيث عدد من معارض الفنون التشكيلية، إلى جانب تنظيم تظاهرة "سينما المتاحف والمواقع"، من خلال عرض مجموعة من الأفلام التي تعرف بالمواقع الأثرية والحضارية التونسية، إلى جانب تنظيم زيارات ميدانية لبعض المناطق الأثرية، مثل قصر الناموس برمادة، والموقع الأثري ماطوس. وسيختتم شهر التراث في برمادة، من خلال تظاهرة "رمادة تحتفل بتراثها".
أما دار الثقافة بذهيبة، فستُقدم عروضا متنوعة، من بينها معارض وورشات في الفنون التشكيلية المرتبطة بالتراث، إلى جانب زيارات ميدانية إلى كل من قصر وني، وسهرات فنية يؤثثّها شعراء الجهة.
وفي سياق متصل، أكّد صفيفر أن زيارة المدير العام للمعهد الوطني للتراث، مؤخرًا، كانت مثمرة، حيث تم التطرق إلى العديد من الإشكاليات المتعلقة بعدد من القصور والمواقع الأثرية، وتم التفاعل إيجابيًّا من أجل بلورة رؤية جديدة، وتقديم مقترحات عملية قابلة للتنفيذ، بدعم من مختلف الأطراف المتداخلة.
يُذكر أن تظاهرة شهر التراث تنظم سنويًّا في جميع ولايات الجمهورية، من 18 أفريل إلى 18 ماي، بهدف تثمين وتعزيز التراث الوطني في تونس، التي تزخر بحضارة تاريخية تمتد عبر مختلف جهاتها