منوبة: نحو إرساء خطة عاجلة لإنقاذ الأرشيف المسرحي بمختلف محامله

دعا المشاركون في اليوم الدراسي " الأرشيف المسرحي في تونس والواقع والافاق" الذي نظمه المعهد العالي للتوثيق ومخبر البحث في علم المعلومات (سيلاب) بدعم من كرسي اليونسكو للتعليم العالي من أجل تنمية مستدامة في افريقيا ، الى إرساء خطة عاجلة لإنقاذ الأرشيف المسرحي بمختلف محامله وعناصره ضمن عملية متكاملة للجمع والحفظ والرقمنة والتثمين، وعبر افضل الممارسات والأدوات المبتكرة لذلك.

وطالبوا بحل إشكالية الإيداع للأرشيف السمعي البصري مقترحين القيام بذلك بمؤسسة المسرح الوطني او المكتبة الوطنية التونسية مثلا، وتفعيل دور الأرشيف الوطني في عنصر الأرشيف المكتوب، مع التفكير عاجلا في تكوين موثقي أرشيف سمعي بصري بالمعهد العالي للتوثيق إضافة الى دوره الأساسي في تكوين مختصين في التوثيق والمكتبات والارشيف، وتوفير التجهيزات الضرورية لذلك.

وصرحت المنسقة العلمية والاستاذة المساعدة بالمعهد بسمة بصير لوات، انه في إطار درس أكاديمي لماجستير البحث، تم اعداد دراسة حول الأرشيف المسرحي وذلك بعد القيام باستبيان شمل مراكز الفنون الدرامية والركحية الكبرى على غرار صفاقس والكاف وقفصة، والمسرح الوطني، ومسرح العرائس ومسرح الاوبرا، ودار المسرحي، ومؤسستي الإذاعة والتلفزة، ومعهد الفن المسرحي والارشيف الوطني وغيرها.

وكشفت نتائج الدراسة عن أرشيف مسرحي ضخم تعتبر حالة حفظه غير مستجيبة للمعايير الدولية يشمل نصوص المسرحيات والمسودّات المختلفة وتسجيلات العروض من فيديوهات وتسجيلات صوتية، وصور والمواد التوثيقية والإدارية، وعناصر التصميم والإنتاج من ديكور وتصاميم ملابس وإضاءة، ومكياج وصوت، ومؤثرات ومواد خاصة بمؤسسات المسرح والفرق المسرحية.

وتبين انه لا توجد مصلحة او خلية او قسم أرشيف خاص بالعنصر السمعي البصري للمسرح، في كل المؤسسات بل يتم التعامل معه ضمن مصلحة التوثيق والتي تعد غير كافية، وتتطلب قسما خاصا وكفاءات متكونة، كما لا يتم الإيداع بمؤسسة خاصة به على غرار ارشيف السينما والموسيقى ولايوجد مصلحة ارشيف خاصة بها، وتعاني اغلب المؤسسات عدم تفعيل الأدوات الأرشيفية التي وضعتها وزارة الثقافة بمصادقة من مؤسسة الأرشيف الوطني، وفق تأكيد بصير.

وأضافت انه، امام النتائج المهمة للدراسة المنجزة في إطار درس طلبة ماجستير البحث وبحرص من إدارة المعهد ، تم برمجة اليوم الدراسي حول هذه المسالة، باعتبار ان المسرح فنا حيّا ومرآة المجتمع يحتاج الى منظومة متكاملة تحفظ تاريخه وابداعاته للأجيال القادمة، واستدعاء الأكاديميين، والباحثين والمتخصصين في مجال الأرشيف ومسؤولين في الأرشيف المسرحي ومسرحيين للقاء تفاعلي بين البحث العلمي والمشهد الثقافي، لدراسة الإشكاليات المتعلقة بحفظ ومعالجة الذاكرة المسرحية الوطنية، وللانفتاح على تجارب متنوعة وطرح رؤى عملية حول واقع الأرشيف المسرحي وسبل النهوض به خاصة في ظل التحولات الرقمية.

وجرى عبر مختلف المداخلات المبرمجة، والتي قدمها مدير المعهد حفصي بضيوفي، ومدير عام الأرشيف الوطني هادي جلاب، ومدير عام المسرح الوطني معز مرابط وعدد من الأكاديميين والمسرحيين والطلبة الباحثين، تقييم وضعية الأرشيف المسرحي العام والخاص المحفوظ بالأرشيف الوطني، واستراتيجية حفظ الأرشيف المسرحي وتثمينه تركز الاهتمام أيضا على الموروث والتراث المسرحي من خلال المسرح الكوميدي والكوميديا الموسيقية ومسرح المونولوغ والمسرح الوطني لفن العرائس، واستعراض تجربة بعض المؤسسات الناجحة في حفظ الأرشيف المسرحي بالرقمنة والحفظ.

وبتناول اشكاليات الأرشيف المسرحي، تمت الإشارة الى العناصر المهمشة في الأرشيف المسرحي باعتباره متعدد المكونات ومنها عنصري الأزياء والديكور وفق تصريح أستاذ المسرح والممثل والمخرج نزار الكشو لوات، مشيرا الى ضرورة جمعها وحفظها وتثمينها عبر المعارض ومختلف المناسبات باعتبار فاعليتها كأدوات تعبيرية تُسهم في بناء العالم المسرحي وتجسيد الرؤية الإخراجية ولها تاريخ رمزي وثقافي يعيد بالذاكرة الى شخصيات واعمال مسرحية تعتبر جزء من موروث ثقافي وتحمل رمزية تاريخية هامة.

هذا واختتم اليوم الدراسي بابرام اتفاقية شراكة إطارية بين المسرح الوطني التونسي والمعهد العالي للتوثيق بهدف تعزيز التعاون بين المؤسستين وترسيخ مبدأ التكامل بين مؤسسات التعليم العالي والهياكل الثقافية والسعي الى تطوير قطاع المعلومات والوثائق والأرشيف السمعي البصري عامة، والتركيز على الأرشيف المسرحي بشكل خاص

شارك:

سبر أراء

ما هي أنواع البرامج التي تفضلونها أكثر؟

عدد الأصوات : 115

إشترك الأن

تونس

15° - 26°
الجمعة28°
السبت31°
الأحد32°
الاثنين26°
الثلاثاء24°
الإذاعة الثقافية

الإذاعة الثقافية

ON AIR