بيت الرواية يحتفي برواية "عشاء لثمانية أشخاص" لسمر سمير المزغني

استضاف "بيت الرواية" بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي مساء الجمعة 21 مارس حفل توقيع وتقديم رواية "عشاء لثمانية أشخاص" للروائية الشابة سمر سمير المزغني.
"عشاء لثمانية أشخاص" هو العمل الروائي الثاني في رصيد هذه الروائية التونسية العراقية، (بعد رواية أشياء، 2022) ويصنف ضمن الكوميديا السوداء، وصدر عن دار الكتاب للنشر في جوان 2024 وسبق وأن صدر هذا العمل في ميلانو- إيطاليا عن منشورات دار المتوسط في ماي 2024.
وتتطرق هذه الرواية الواردة في 200 صفحة من الحجم المتوسط، إلى مجموعة من القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية وذلك من خلال عشاء جمع 8 أشخاص من مهن واختصاصات مختلفة، ترمز صفة كل واحد منهم إلى سلطة ما، فمنهم الشيخ الذي يرمز إلى السلطة الدينية والوزير الذي يجسد السلطة السياسية والفنانة التي ترمز للسلطة الثقافية والصحفي رمز السلطة الرابعة ورجل الأعمال الذي يرمز إلى السلطة الاقتصادية وغيرهم.
وقد اجتمعت شخصيات الرواية لنقاش مشروع استثماري كبير ثم تتالت الأحداث لتبني عالما سرديا يحاكي قضايا المجتمعات العربية على غرار الفساد والنفاق والتغيرات المناخية وشح المياه.
وفي تقديمه لهذا الأثر الأدبي أشار الدكتور لطفي عيسى إلى أن الرواية لا تحمل بعدا محليا خاصة وأنها لا تذكر البلد الذي ينتمي إليه هؤلاء الأشخاص وأنها يمكن أن تُقرأ بنفس الطريقة في مختلف البلدان العربية خاصة وحتى العالمية منها.
كما بين لطفي عيسى أن الرواية مبنية على عنصرين أساسيين، الأول يتعلق بفهم الأفراد للانحطاط في مختلف الأزمنة ومالمقصود به؟ وكيف يمكن للفرد والمجموعة التعايش مع الأخر المختلف وقبوله، مشيرا إلى مثال بطل الرواية الذي صنفه كبطل "ضدي"، والبطل الضدي هي تقنية روائية تبرز بطلا لا تتوفر فيه أي من مقومات البطولة. وهو الحال بالنسبة إلى "رامي" بطل الرواية الذي يصفه عيسى على أنه شخص يعيش أعطاب ما بعد الحداثة وفي قراءة الشخصية يمكن للقارئ أن يحس بالعديد من المتناقضات على حد تعبيره.
أما الجانب الثاني الذي بنى عليه تقديمه للرواية فهو، ضرورة أن يتوفر في كل عمل روائي محتوى يتفاعل مع كتابات أدبية عالمية للخروج من الحكاية المجردة والحديث عن قصة لها طبيعة محلية ولكن ترنو إلى الكونية، حسب تعبيره.
وفي تفاعلها مع التقديم، أشارت صاحبة الأثر إلى أن عدم تحديد هوية واضحة للعمل مسألة مقصودة حتى يحس كل قارئ عربي أنها عن بلده وأنها تراهن من خلال عملها على طرح القضايا الكونية.
وتلا تقديم الرواية وتوقيعها نقاش معمق حول إشكاليات المجتمعات العربية والغربية وما يعيشه شباب اليوم في ظل الصراعات السياسية والاقتصادية الدولية حتى أن أغلب الحضور اعتبروا أن هذا العمل الأدبي سلط الضوء على قضاياهم المباشرة.