افتتاح الدورة الثالثة لتظاهرة "تجليات الحلفاوين": بطحاء الحلفاين تتوهّج بإيقاعات الحضرة في ليلة النصف  من شهر من رمضان المعظم

مع انسياب نسمات ليلية في سهرة رمضانية في بطحاء الحلفاوين ومع كل إيقاع يدق على البنادر ومع كل صوت ينطلق من حناجر المنشدين، كانت الأجواء تتشكل لتصنع لوحة فنية صوفية خالصة تنبض على وقعها الحلفاوين بالحركة والحياة وتتردد أصداؤها في أزقة المدينة العتيقة.

في هذا الركن العريق من العاصمة، انطلقت فعاليات الدورة الثالثة للتظاهرة الرمضانية "تجليات الحلفاوين" في سهرة الجمعة 14 مارس، والتي ينظمها المسرح الوطني التونسي بالشراكة مع جمعية عبد الوهاب بن عياد ومؤسسة "ميكروكراد، تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية من 14 إلى 18 مارس الحالي.

وقد سجل حفل الافتتاح حضورا جماهيريا غفيرا، جاءه البعض بنية التأمل والتصوف فيما اختار آخرون متابعة الحدث من مقاهي الحلفاوين يحتسون الشاي الساخن أو القهوة، بينما تسافر ذواتهم مع الأنغام الروحانية التي ملأت المكان.

ومع اقتراب موعد العرض، كانت بطحاء الحلفاوين وهي إحدى الساحات الشهيرة في مدينة تونس العتيقة وجزء من الحي المعروف باسم الحلفاوين الواقع بالقرب من باب سويقة أحد الأحياء العريقة التي احتضنت العديد من الشخصيات الثقافية والتاريخية التونسية، قد تحولت إلى فضاء احتفالي بامتياز، حيث المصابيح تشع بنورها بألوان مختلفة تترجم تنوع الحياة الرمضانية الليلية في هذه الساحة التي تعج بالحركة. أما الجماهير فقد احتشدت قبيل انطلاق العرض في شوق إلى اللحظة التي ستبدأ فيها فرقة مرشد بوليلة، برعاية ميكروكراد، بعزف أنغام الحضرة إيذانا بولادة طقس روحاني جديد في قلب المدينة.

وبينما اختار بعض الحاضرين أن يكونوا في الصفوف الأمامية حيث تكون أعينهم مشدودة إلى الركح وأجسادهم مهيأة للانخراط في الحالة الصوفية، فضّل البعض الآخر الاستماع من بعيد من فوق الأرصفة أو من نوافذ المنازل المجاورة حيث تسللت الألحان والإيقاعات إلى الداخل لتشارك سكان الحي طقوسهم الروحانية.

ولعب تجار سوق الحلفاوين دورا محوريا في إنجاح هذه التظاهرة، حيث أبدوا تضامنا كبيرا مع المنظمين عبر تعليق نشاطهم التجاري لمدة يومين، ما أتاح للفرق التقنية فرصة تجهيز الركح وتركيز معدات الصوت والإنارة لضمان استقبال العرض في أفضل الظروف. وقد ترجمت هذه البادرة روح التآزر بين مختلف مكونات الحي وسكانه ورغبتهم في منح رواد وأهالي الحلفاوين والأحياء المجاورة ساعات من البهجة والتأمل خلال هذا الشهر الكريم.

انطلقت الاحتفالات بعرض أدائي في فن السيرك المعاصر الذي يعتمد على البنية الجسمانية والحركات البهلوانية الخطيرة التي حبست أنفاس الحضور، ثم تعالت إثر ذلك الأصوات المنغّمة بالذكر لحضرة مرشد بوليلة وأخذت الإيقاعات تتصاعد شيئا فشيئا تتبعها تراتيل صوفية مثل "سيدي بوعلي النفطي" "يا للا جيتك"، ثم تأخذ الإيقاعات في التزايد، فتدخل الموسيقى في حالة من التخميرة الصوفية حيث تتعالى إيقاعات البنادر ويتمايل المنشدون وينطلق الجمهور في التصفيق والغناء.

 

شارك:

إشترك الأن

تونس

14° - 19°
الاثنين22°
الثلاثاء22°
الأربعاء24°
الخميس25°
الجمعة27°
السبت26°
يوم سعيد
الماتينال ويكاند مع اميرة
أغاني لحياة
أحلى صباح
صباحنا رباح
نسائم الصباح
أغاني لحياة

أغاني لحياة

06:00 - 10:00

ON AIR
يوم سعيد
الماتينال ويكاند مع اميرة
أغاني لحياة
أحلى صباح
صباحنا رباح
نسائم الصباح