احتفالا بالذكرى 40 لتأسيس المسرح الوطني التونسي (1983)، أعدت الإدارة العامة لهذه المؤسسة مشاريع ثقافية جديدة وبرامج فنية مبتكرة في عديد المجالات ذات الصلة بالفن الرابع.

وعقد المدير العام للمسرح الوطني التونسي معز مرابط ندوة صحفية، يوم الأربعاء  22 مارس بقاعة الفن الرابع بالعاصمة، أعلن خلالها عن انطلاق المؤسسة في تنفيذ مجموعة من المشاريع في مجالات الإبداع والإنتاج والتكوين لدعم دور هذه المؤسسة في تطوير الممارسة المسرحية بأبعادها الجمالية والفنية والتقنية، ودعم حضور المسرح التونسي في الخارج.

وتحدّث مرابط عن بعث مكتبة « البشير سلامة » وهي مكتبة مختصة في الإصدارات المتعلقة بالمسرح وفنون الأداء والعرض، إلى جانب توفير محامل سمعية بصرية حول الفن الرابع، قائلا إن هذا المشروع سيمكن الباحثين والطلبة من الاطلاع على الكتابات الدرامية والدراسات النقدية حول فنون العرض والأداء. وأكد أن المكتبة ستعمل أيضا على رقمنة أرشيف المسرح الوطني وتوفير تسجيلات ووثائق بصرية تهم الإنتاجات الفنية للمؤسسة.

وأفاد أيضا أن من المشاريع التي سيتم العمل على إنجازها خلال هذه السنة، إعادة إحياء المجلة المسرحية وإصدارها ورقيا ورقميا، إلى جانب إصدار مجموعة من الكتب في مجال الدراما المسرحية والنقد المسرحي والدراسات والبحوث، مضيفا أن من بين مشاريع هذه الإصدارات، نشر كتاب حول المسيرة الإبداعية للمسرح الوطني ومختلف إنتاجاته الفنية، وذلك بهدف توثيق التجربة الفنية لهذه المؤسسة.

وتطرق معز مرابط، في كلمته، إلى مجال التكوين المسرحي، قائلا في هذا السياق، إن المدرسة التطبيقية للحرف المسرحية وفنون الركح ستشهد إحداث اختصاصات جديدة كالإضاءة والديكور والتوضيب الركحي والقيافة والإخراج وفنون السيرك. كما تحدث عن بعث ماجستير مهني في الاخراج والتمثيل وتفعيل هذا الاختصاص مع مؤسسات وطنية ودولية.

وشملت المشاريع الجديدة التي تمّ الإعلان عنها إحداث أكاديمية المسرح الوطني، وهي تهدف إلى تطوير البرامج وإعداد تصورات تهم القطاع للنهوض به وإيلاء البحوث المسرحية المكانة التي تستحقها، بحسب ما ذكر المدير العام للمسرح الوطني. كما أكد على دعم الشراكات وتبادل الخبرات والتعاون الدولي بما يمكّن من تعزيز حضور المسرح التونسي وإشعاعه خارج البلاد في إطار التشبيك مع مؤسسات دولية في المجال المسرحي.

وبخصوص مراكز الفنون الدرامية والركحية في الجهات، قال مرابط إن مؤسسة المسرح الوطني التونسي بصدد انتظار صدور المرسوم الحكومي المتعلق بإلحاق هذه المراكز بمؤسسة المسرح الوطني. وذكر أن الشراكة ستتعزّز مع هذه المراكز من حيث الإنتاج وبرمجة العروض وتوزيعها لتصل إلى جميع الفئات والأعمار على امتداد السنة مع برمجة أعمال مسرحية من تونس ومن الخارج.

وأشار أيضا إلى تطوير المؤسسة لعملها الاتصالي من خلال اعتماد شعار جديد مستمد من معلم قصر الحلفاوين ومستلهما ألوانه من دلالات العلم التونسي ومن رمزية الإضاءة على الركح. كما تحدث عن الانطلاق في إنجاز موقع الكتروني متطور بما يمكن من نشر أنشطة المؤسسة وأخبار المسرح التونسي والاقتطاع الالكتروني للتذاكر، فضلا عن تدعيم نشاط المؤسسة على شبكات التواصل الاجتماعي.