الفلسطينيُّ هو ذاك المواطن الشهيد وذاك صاحب الحلم الكبير باستعادة الهوية واستعادة حريته وكلّ ما هو جميل في وطنه وأرضه فلسطين. والفلسطينيّ هو ذاك المناضل لأزْيدِ من قرن من الزمن بعد وعد بلفور المشؤوم، وهو أيضا صاحب العادات والتقاليد والأعراف والتصورات الموجودة داخل هذا المجتمع الفلسطيني من رفح جنوب قطاع غزة وصولا إلى آخر قرية في الجليل على الحدود مع جنوب لبنان.
هكذا اختصر الباحث والروائي الفلسطيني حسن حميد وهو أصيل منطقة الجليل المحتلة على الحدود مع لبنان، تعريف الفلسطينيّ في ندوة فكرية حملت عنوان « من هو الفلسطينيّ؟ » أثّثها والفيلسوف الفرنسي « آلان جونيون » والشاعر والمترجم التونسي المنصف الوهايبي. وأدار هذه الجلسة الفكرية أستاذ الفلسفة والمترجم التونسي محمد محجوب.
استهلّ الكاتب الفلسطيني حسن حميد مداخلته بالتأكيد على أن فلسطين لها هويتها عاداتها وتقاليدها وأعرافها وتاريخها الضارب في القدم. وأكد أن الاحتلال البريطاني عمل على تقسيم فلسطين لطمس الإرث الفلسطينيين وتاريخهم.
وقال إن الشعب الفلسطيني ظلّ فيّا لعاداته وتقاليده ولأزيائه لإفشال مخطّط الاحتلال الإسرائيلي الذي يبحث عن وجودٍ زائف له تحت التراب لأن كلّ ما هو واقعي وملموس لا صلة له بتاريخ الكيان إسرائيلي المزعوم.
ويؤكد حسن حميد أن « الإسرائيلي لا يقبل الحوار إطلاقا ولا يقارع الحجة بالحجة، بل الحوار بالنسبة إليه هو استخدام الرصاص ». وقال إن فلسطين دولة فيها نهضة وفيها عمران وفيها موسيقى وفيها جمال على سبيل المثال للحرم المقدسي الذي شُيّد قبل الإسلام إلى جانب الطراز العمراني الساحر في مدن القدس وحيفا وعكا وغيرها من المدن الفلسطينية. وبيّن أن النسيج الاجتماعي في فلسطين هو الذي أوجد هذا النمط العمراني « فعندما تدخل إلى كنيسة مثل هيلانة أو كنيسة القيامة في القدس أو كنيسة المهد في بيت لحم ستجد عمران مدهشا ومذهلا من تصميم أهل البلد الأصليّين ».
