البث الحي

الاخبار : مسرح

img

مسرحية  » العنف » تطرح تجرد الفرد من انسانيته وتعري الجانب المتوحش فيه

العنف  هو عمل مسرحي للفاضل الجعايبي وجليلة بكار  يتطرق الى ظاهرة العنف المتفشية في تونس بعد الثورة  احتضنت أول عروضه قاعة الفن الرابع بالعاصمة مساء الجمعة  و تابعه جمهور غفير من مثقفين وإعلاميين وسياسيين   وحاول الجعايبي من خلال هذا العمل الفني ابراز أن العنف من طبع الانسان في جميع المجتمعات بغض النظر عن الجنس أوالدين أوالثقافة ويسلط الضوء على  ابداعات الانسان  وأساليبه المتنوعة في ممارسة العنف   كما تخللت هذا العمل  مشاهد بوليسية   تعرض من خلالها الجعايبي الى أسباب حدوث الجرائم البشعة وأعمال العنف من منظور أمني  دون أن يتغافل عن  الجانب الوحشي لأعوان الامن أنفسهم  أثناء القيام بانتزاع اعترافات المتهمين بمراكز الايقاف   واستعانت مسرحية  العنف  ببعض أحداث العنف الاليمة التي شهدتها البلاد  لتتطرق الى  الجانب الحيواني والوحشي للإنسان  وتقف على قبح المناظر بإبراز فظاعتها   وتعرى الحقيقة الوهمية والزائفة التي كانت تتزين بها   ولئن أقر مخرج مسرحية العنف في بعض المواقف من العمل على لسان الشخصيات أن  سر الحياة هو الحب وأن الحب شرط أساسي في الحياة   إلا أن التوجه العام الطاغي على المسرحية هو الموت والظلمة والسواد وغيرها من المشتقات الدالة على العدم  ولعل العناصر المكونة للركح من ديكور وأكسيسوارات وملابس الشخصيات وطغيان اللون الاسود وما شابهه  تحيل جميعا المتفرج على معنى الموت  شكلته منافذ دخول الممثلين وخروجهم من الخشبة  حيث أرادها المخرج أن تكون هذه المنافذ في صورة مقبرة للإنسان  وحافظ المخرج على أسماء الممثلين  لتكون هي نفسها أسماء الشخصيات التي جسدت أحداث هذا العمل  واستطاع الممثلون أن يراوحوا بين ما يعرف في المسرح ب   الشخص والشخصية  والتداول على هذه المراوحة والمزج بينهما حد التوحد  دون أن يؤثر ذلك على عملية الفهم لدى المتلقي  فاطمة بن سعيدان هي احدى أبطال  العنف   تدوالت على تجسيد 3 شخصيات أثناء العرض  أفادت في تصريح ل  وات  أن  هذا التداول على تقمص الممثل لأكثر من شخصية هو تداول مقصود  لنبين أن الانسان تسكنه جملة من التناقضات تجمع بين الحب والكراهية والسلم والعنف   وأضافت بن سعيدان  ان العنف غزا البيوت التونسية ولا بد من استفاقة حاسمة يتجند لها عامة الناس  كل حسب اختصاصه لمقاومة تفشي هذه الظاهرة والحد منها   محذرة في السياق ذاته مما وصفته باللامبالاة وغض البصر من طرف المجتمع عما يحيط به من أعمال عنف تصل حد البشاعة  على حد قولها  ويرى الاستاذ المسرحي فتحي العكارى أنه بغض النظر عن الاوجاع والآلام التي ترجمتها أحداث المسرحية  فان الجعايبي  استطاع أن يقدم للجمهور عرضا رائعا وفرجة ممتعة   مسرحية العنف التي الفتها جليلة بكار وأخرجها الفاضل الجعايبي  تقمص أدوارها نخبة من المسرحيين التونسيين هم جليلة بكار وفاطمة بن سعيدان ونعمان حمدة  بمشاركة ثلة من الممثلين الشبان من خريجي  مدرسة الممثل 1  وهم لبنى مليكة وأيمن الماجرى ونسرين المولهي وأحمد طه حمروني ومعين مومني  وجدير بالذكر أن  العنف  سيتواصل عرضها بقاعة الفن الرابع بالعاصمة بداية من مساء الجمعة فالسبت ثم الاحد  فضلا عن أيام 13 و14 و15 نوفمبر الحالي.

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو