في اطار مجالس الفكر والإبداع، انتظم، ببادرة من جامعة صفاقس، مساء السبت، منبر حواري تحت عنوان « أي إعلام نريد في ضوء المتغيرات السياسية والإجتماعية » بفضاء المسرح البلدي بصفاقس، دعا المشاركون فيه إلى ضرورة ان يكون الصحفي مرآة المجتمع وقلبه النابض بعيدا عن محاولات التدجين والتجاذبات السياسية، لا سيما في المرفق العمومي.
وقد أكد عضو نقابة الصحفيين التونسيين والإعلامي بإذاعة « الديوان »، محمد اليوسفي، على أن الإعلام ليس بمنأى عن السياق المجتمعي والسياسي العام، داعيا إلى ضرورة الإسراع بتركيز مجلس الصحافة من اجل التعديل الذاتي للصحفي، وإلى تدريس مادة التربية على وسائل الاعلام ضمن البرامج التعليمية في المؤسسات التربوية من أجل بناء مشروع إعلام عمومي يخدم مسار الانتقال الديمقراطي.
من ناحيته، قال الصحفي بقناة « فرانس 24 « ، توفيق مجيد، إن « الاعلامي يجب أن يكون متعدد الاختصاصات كما يجب أن يكون في علاقة تكامل جدلية بينه وبين المواطن، وأن يكون محايدا ولا يتقمص دور السياسي، مراهنا في هذا السياق على المستوى الثقافي للاعلامي ».
من جهتها، اعتبرت الاعلامية بقناة « حنبعل »، سماح مفتاح، ان الموروث الإعلامي وما كان يمثله من وصاية وضغوطات على العمل الصحفي ما قبل الثورة ولّى ولن يعود، داعية إلى الإسراع بإرساء مجلس الصحافة، ومزيد الاشتغال على الهايكا من أجل ضمان حيادية الخط التحريري داخل المؤسسات الإعلامية خاصة العمومية منها.
وأضافت أن مواقع التواصل الإجتماعي تمثل وسيلة ضغط بالنسبة للصحفي والإعلامي بصفة عامة، مشيرة الى انه لا يمكن تحقيق الإعلام البديل دون وعي المشاهد التونسي، على حدّ قولها.
وبدوره، عبّر الاعلامي بإذاعة « موزاييك اف أم »، إلياس الغربي، عن تشاؤمه ازاء المشهد الإعلامي في تونس اليوم، قائلا في هذا الصدد « نحن اليوم نعتبر في العصر الحجري للأداء الصحفي وأمام سلطة تشريعية وسياسية لمحاولة تجدين الإعلام »، وفق تعبيره، مؤكدا على ضرورة الفصل بين مجلس الادارة ومجلس التحرير داخل المؤسسات الاعلامية، لا سيما منها العمومية وأن يبقى الصحفي في ثوب الصحفي بعيدا عن التجاذبات السياسية.
وتم بهذه المناسبة تنظيم معرض وثائقي ببهو المسرح البلدي بصفاقس حول تاريخ الصحافة في صفاقس وذلك بالتنسيق مع المؤرخ الدكتور رضا القلال، فضلا عن تكريم عدد من الوجوه الإعلامية التي قدمت الكثير للصحافة الجهوية بصفاقس.