حولت الدورة الأولى من تظاهرة « مسارات المسرح بالمهدية »، التي افتتحت مساء السبت، عاصمة الفاطميين إلى ركح شاسع نقل الجماهير إلى عالم مدهش من الحكايات لعبت فيه الإضاءة والكوريغرافيا دور الموجه والدليل.
وانطلقت عروض هذه الدورة، التي ينظمها مركز الفنون الدرامية والركحية بالمهدية ومندوبية الشؤون الثقافية، بمسرحية « القبلة » للمخرج محمد منير العرقي الذي جمع عددا من نصوص المؤلف الروسي « أنطون تشيخوف » في باقة واحدة تعرض قضايا اجتماعية يتقدمها الحب وتتذيلها السلطة وقدرة رأس المال على التأثير والاستحواذ.
بين الظلمة والنور وسلطة الإضاءة على تحديد أركان الفضاء وإبراز قوة الفعل والحركة، استحوذ ممثلون على غرار صلاح مصدق ويحيى الفايدي وسارة الحلاوي وزياد المشري وغيرهم، على عقول الحضور وأرواحهم.
وتشتمل برمجة التظاهرة، التي تمتد من 15 إلى 20 جوان 2019، على ستة عروض مسرحية بحساب عرض واحد لكل يوم افتتحتها « القبلة » ويليها اليوم عرض لمسرحية « القادمون » إنتاج مركز الفنون الركحية بالكاف وإخراج سامي النصري.
واختار المنظمون، في اليوم الثالث للدورة، جمع عدد من النقاد والاكاديميين ونجوم الفن الرابع على غرار محمد مومن وحسين المؤذن وفوزية المزي إلى جانب حمادي الوهايبي والحبيب مبروك ومحمد الهادي الفرجاني علاوة على عز الدين العباسي وأحمد حاذق العرف لتأثيث حلقة فكرية تحمل عنوان « مسارات المسرح البوصلة والمرساة ».
وتطرح هذه الثلة من المختصين، خلال الحلقة، إشكاليات متنوعة تلامس المسرح وتعكس واقعه متأملين من الشباب المشارك إبداء الرأي وتقديم الحلول الممكنة وفهم التحديات مع تنزيل الواقع الاجتماعي والسياسي ضمن مشاغل الفن الرابع.
وتعرض خلال اليوم نفسه مسرحية « الرهوط » للمخرج عماد المي المتوجة بالجائزة الكبرى في الدورة 25 لمهرجان الأردن خلال شهر نوفمبر 2018، وهو عمل يجسد سعي الإنسان إلى نيل حقوقه وكذلك صراعه مع التناقض بين الحقوق المكتوبة والواقع المفزع.
وتتواصل حلقة الفكرية طيلة يوم 18 جوان لتشفع بعرض لمسرحية « انتلجنسيا » للمخرج نزار السعيدي الذي يحاول أن يكشف، عبر السخرية والفكاهة، ما آلت إليه المبادئ والأخلاق في العلاقات البشرية الراهنة.
وتعرض، خلال اليوم الرابع من الدورة، مسرحية « البرباشة » للمخرج رياض الزواوي وإنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بالمهدية، نجومه عدد من نزلاء السجن المدني بالجهة أكدوا في هذا العمل أن لا أقفاص للأفكار ولا حدود للإبداع، وقد عرض هذا العمل لأول مرة في الدورة الأخيرة لأيام قرطاج المسرحية.
وتختتم الدورة الأولى من « مسارات المسرح بالمهدية » بعرض مسرحي غنائي يحمل عنوان « المغروم يجدد » للمخرج لسعد بن عبد الله لينطلق مركز الفنون الدرامية والركحية بالمهدية، الذي لم تمر سنة واحدة عن إحداثه، في الاستعداد للدورة الثانية لا سيما وأنه تمكن في ظرف وجيز من إنتاج عملين الأول لفائدة الأطفال يحمل عنوان « فنيكس » والثاني « البرباشة ».

وات