وقعت الجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجامعية على « الميثاق الجامعي المنبثق عن المجالس العامة للجامعة التونسية »، والذي  يهم الاساتذة الباحثين والمجتمع الاكاديمي بكل مكوناته، وذلك خلال موكب انتظم اليوم الخميس بالعاصمة، بحضور عدد من الجامعيين والطلبة ومكونات  من المجتمع المدني.
ويهدف هذا الميثاق الى بلورة رؤية استشرافية تؤهل لجامعة مبدعة وتفاعلية ومنفتحة على العالم وعلى محيطها بكل مكوناته، وهو عبارة عن مدونة سلوك حول المبادئ الاكاديمية التي من بينها النزاهة والشفافية والانصاف وحرية التفكير وترسيخ ثقافة العمل والابداع لدى مكونات المجتمع المدني.
وينص الميثاق على المبادئ والقيم التي يجب توفرها لإرساء قواعد السلوك السليم والتصرف الرشيد والتعامل المسؤول بين مختلف مكونات الجامعة  حتى تؤدي مهامها على الوجه الاكمل في انتاج المعارف وتبليغها ونشرها بالداخل والخارج وتفعيلها بارجاء البلاد وصلب المجتمع.
وأفاد رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجامعية حبيب ملاخ، بالمناسبة ان الغاية من احداث هذا الميثاق تتمثل في ترسيخ ثقافة الدفاع على الحريات الاكاديمية لدى الجامعيين والطلبة وارساء ثقافة القيام بالواجبات المهنية لجميع الاطراف مع احترام النواميس والقواعد الاخلاقية والعلمية للعمل الجامعي، داعيا في هذا الصدد المجتمع الجامعي الى تبني هذا الميثاق.
واوضح المتحدث في هذا الشان، ان الميثاق يعد مرجعا تكميليا للقوانين التي تضبط صلاحيات مختلف الهيئات والمؤسسات الجامعية من جهة، وواجبات مختلف العناصر المكونة للوسط الجامعي وحقوقها انطلاقا من الدستور ومرورا بالمعاهدات والتوصيات الصادرة عن الهيئات الاممية والندوات الدولية المتعلقة بقطاعي التعليم العالي والبحث العلمي وصولا الى القانون المنظم للجامعات والقوانين الاساسية الخاصة بمختلف المهن بالجامعة والانظمة الداخلية للمؤسسات.
واعتبر ملاخ، ان ميزة هذا الميثاق تكمن في ارسائه لمبادئ وقيم اخرى تبلورت في شكل اعراف وتقاليد واخلاقيات جامعية يوحي بها الضمير الاكاديمي ويقرها المجتمع الجامعي، حسب تعبيره. ومن جانبه، أكد ممثل مؤسسة « روزا لوكسمبورغ » الالمانية عن مكتب تونس خالد شعبان، على اهمية هذا الميثاق الذي يعد الاول من نوعه بتونس
والذي يضمن الحريات الاكاديمية في علاقة بضبط الحقوق والحريات لكل من الاساتذة الجامعيين والطلبة وتنظيم العلاقة القائمة بين الطرفين واعادة  بناءها على اساس مبدا المساواة والتفاهم والاحترام المتبادل، التي اعتبر انها مسائل مفقودة بمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في الوقت الراهن وسيعمل هذا الميثاق على تكريسها وجعلها من قوام الجامعة التونسية في المستقبل.
يشار الى ان الجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجامعية تهتم بقضايا الحرية الاكاديمية والميثاق الجامعي منذ نشاتها التي تزامنت مع حصول الاعتداءات السلفية على الحرية الاكاديمية خلال السنة الجامعية 2011-2012، والتي ادخلت البلاد انذاك في مرحلة انتقال ديمقراطي من سماته ضمان الحريات الاكاديمية وحرية البحث العلمي بمقتضى دستور 2014 ، حسب وثيقة تقديمية للجمعية تم توزيعها بمناسبة التوقيع على هذا الميثاق.