البث الحي

الاخبار : أدب و إصدارات

IMG_7617

الباحثة زينب التوجاني توثق جوانب من تاريخ تونس الحديث وتعيد للمثقف دوره في بناء المجتمع في إصدارها « رؤى حية في الإسلام والقيم في مجتمع ما بعد الثورة »

« رؤى حية في الإسلام والقيم في مجتمع ما بعد الثورة » كتاب جديد للباحثة زينب التوجاني صدر عن دار آفاق-برسبكتيف للنشر، وهو مؤلف جاء في 239 صفحة من الحجم المتوسط، جمع المقالات التي كتبتها صاحبته في الفترة الممتدة بين 2017 و بداية 2021 ونُشرت في الصحف التونسية والعربية وهي مقالات تهتم بالشأن العام وتقدم رؤى زينب التوجاني بخصوص عديد القضايا السياسية والاجتماعية والدينية وغيرها.

مقالات تقدّم قراءة الكاتبة ورؤاها المتعلقة بالقيم المعاصرة على غرار المساواة والعدالة والمواطنة والحرية والكرامة الإنسانية واحترام الحريات الفردية وحق التفكير وحق الاختلاف وغيرها من المسائل التي مثلت على مدى السنوات الماضية وخاصة في فترة ما بعد الثورة التونسية محل جدل بين التونسيين والتونسيات في هذه الفترة الانتقالية.

وتعكس هذه المقالات تفاعل الأكاديميين مع ما يحدث في المجتمع، وتدعو إلى التفكير في دور المثقف في المجتمع، بل تعيد له دوره في الحياة السياسية والاجتماعية عموما. فهي تعتبر أن أقلام المثقفين وجه من وجوه نجاح الثورة التونسية، وهذه الثورة لا يمكن أن تصل بر الأمان دون ثورة ثقافية يساهم فيها الجميع بوعي والتزام.

وتشير الكاتبة في بداية المؤلف إلى أنها توخّت العقلانية والمعرفة العلمية والتجربة الذاتية في تحليلها وإبداء مواقفها من مجمل القضايا التي تناولتها، وأكدت من خلالها على ضرورة استكمال التحديث دون أن تنكر مخاوفها من « عودة الصحوة وصعود تيارات الإسلام السياسي ».

الكتاب تضمن أكثر من خمسين مقال رأي تعلقت بأهم القضايا والإشكاليات التي عاشها التونسيون وتباينت مواقفهم بشأنها. ولم تتردد زينب التوجاني في الإصداع برأيها حتى وإن لم يعجب من يخالفها، فتحدثت عن الثقافة الذكورية والعنف الذي تتعرض له المرأة والبون الشاسع بين حقوقها على مستوى النصوص التشريعية وغيابها على مستوى الممارسة، ولفتت إلى ظاهرة العنف الأسري مع تفاقم أزمة كورونا، كما ذكّرت أصحاب القرار بتقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة الذي ظل في الرفوف في بلد يتشدق مسؤولوه بمكاسب المرأة.

ووجهت الكاتبة سهام نقدها إلى عدد من المسؤولين من بينهم رئيس الجمهورية والنساء النائبات بمجلس نواب الشعب، فضلا عن نقدها لحزب حركة النهضة ورئيسه الذي « ادعى فصل الديني عن السياسي » ولفتت الى ظاهرة تحويل الانتماء الديني إلى فرجة اجتماعية، ودعت إلى مقاومة ما أسمته « الأسلمة السرية وكل قيمها الخفية المنتشرة في خلايا الدولة والمجتمع » لافتتة الى خطورة انطلاق هذه الأسلمة الجديدة من الجامعة التونسية.

ويكتسي هذا الكتاب أهمية كبرى بالخصوص لا فقط من خلال ماجاء فيه من أفكار أو ما تدافع عنه الكاتبة من قيم تعزز مبادئ الدولة المدنية، بل كذلك من خلال ما سردته من أحداث (وأبدت رأيها بشأنها) عاشتها بلادنا، مما يضفي على هذا المؤلف قيمة مضافة حيث يوثق ما حصل في تونس من أحداث، حيث يذكّر القارئ بجملة من المسائل من بينها ظروف وضع ميثاق جامعي، وظاهرة إقامة مخيمات دعوية في عديد المدن والجبال والشواطئ التونسية. وذكرت الكاتبة بالخطب المسجدية العنيفة التي شهدتها بعض المساجد وما تسببت فيه من زرع أفكار إرهابية في عقول بعض الشباب كما نقلت رفض البعض أن تتولى النساء تشييع جثامين النساء إلى المقابر وانطلاقا مما حصل يوم تشييع جثمان الناشطة الحقوقية لينا بن مهني، قدمت الكاتبة والباحثة الجامعية قراءتها للمسألة حيث بينت أنه لا يوجد في القرآن الكريم ما يمنع النساء من حمل النعوش ولا دفن الموتى.

ومن بين مواضيع المقالات التي تضمنها الإصدار، إنشاء صندوق الزكاة حيث اعتبرت الكاتبة هذا القرار الذي اتخذه رئيس بلدية الكرم « اعتداء على الدستور وسرقة لأموال الناس »، فضلا عن تضاربه مع مدنية الدولة.
وترى زينب التوجاني أن تونس أمامها طريقان لا ثالث لهما لتجاوز الأزمة الحالية : إما محاسبة كل الذين تجاوزا القوانين والضغط المدني لتفعيل المحاسبة القضائية وتكون محاسبة حقيقية لا مجرد مسرحيات أو مقايضة مصالح سياسوية وتلعب القوى المدنية دورا مهما للضغط، أو أن يستأثر المتهربون والمتعالون على الدولة والمستغلون مواردها ومواقعهم ليغطوا جرائمهم المالية والأيديولوجية والسياسية وليتهربوا بفسادهم من العدالة ولا يجدون من يصدهم…وحينئذ فإن المصالح تطغى على الوطنية والفساد على الإصلاح والتنمية وتصبح الديمقراطية لعبة الأقوياء لا فرصة المواطنة والبناء.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو