شهدت قاعة الكوليزى بالعاصمة ازدحاما شديدا لرواد أيام قرطاح السينمائية  رغبة في الظفر بتذاكر دخول عرض فيلم المخرج المغربي نبيل عيوش  الزين اللي فيك   الذى يعرض في اطار مسابقة الافلام الروائية الطويلة واحتشد عدد كبير من المولعين بالفن السابع أمام قاعة العرض قبل ساعات من انطلاق هذا الفيلم المثير للجدل  وسط اجراءات أمنية مشددة وتنظيم محكم  رغم حالة التدافع والهيجان التي بدا عليها أغلب المصطفين في طوابير طويلة امتدت على كامل الرصيف و قالت المخرجة السينمائية سلمى بكار ان حضورها لعرض فيلم  الزين الي فيك  هو مساندة مطلقة لحرية التعبير وتضامنا مع المخرج نبيل عيوش والممثلة لبنى أبيضار التي تعرضت للعنف على خلفية الدور الذى تقمصته ويرى الممثل التلفزى ازر الزوالي أن الضجة الاعلامية التي رافقت عرض الفيلم بمهرجان كان في دورته الاخيرة  والاحتجاجات العارمة التي اجتاحت عددا من المدن المغربية تنديدا بما جاء في الفيلم  بالإضافة الى منعه من العرض بقاعات السينما المغربية  كان له وقع على عدد كبير من عشاق السينما بتونس  الذين يتطلعون الى مواكبة أحداثه ومن جهتها  أفادت الطالبة شيماء الخماسي أنها شاهدت مقاطع من الفيلم على شبكة الانترنت  لكنها تفضل متابعته كاملا دون حذف مشاهد منه0 وأضافت أنها ذهلت للحشد الهائل من الناس والتدافع الذى طغى على المكان وفي السياق ذاته  أكدت الطالبة سماح بن عبد الله أنها ظلت مرابطة بمكانها لاكثر من أربع ساعات من أجل الظفر بتذكرة دخول  مضيفة أنها على علم بأحداث الفيلم والمشاهد المضمنة به  وأبرزت أن ما يعنيها ليس الصورة السينمائية في حد ذاتها  بل القضية التي يطرحها الفيلم  واعتبرتها من القضايا المسكوت عنها في العالم العربي ككل لأنها قضية  وجودية  متصلة بالإنسان وتروى معاناة المرأة في المجتمع ونضالها من أجل البقاء وجدير بالذكر أن الزين الي فيك  هو فيلم روائي طويل للمخرج المغربي نبيل عيوش وبطولة لبنى أبيضار وأسماء الازرق وأمين ناجي وعبد الله ديدان هذا الفيلم الذى يدوم 108 دقيقة  أنتج في ماى 2015 ويتناول فيه صاحبه موضوع الدعارة بمدينة مراكش المغربية المعروفة بطابعها السياحي  من خلال قصة أربع مؤمسات كما خلف الفيلم ردود أفعال واسعة لدى الاوساط المغربية سيما منها الدينية ما دفع الحكومة المغربية الى منعه من العرض  داخل قاعات السينما المغربية وكانت بطلة الفيلم لبنى أبيضار تعرضت أيضا الى الاعتداء بالعنف من قبل أشخاص رفضوا تقديمها في الفيلم لتلك الصورة عن المرأة المغربية في محاولة لاستطلاع اراء الجمهور وفي هذا الصدد قال الناقد السينمائي والإعلامي السينغالي بابا دجوب ان الفيلم قدم صورة جميلة من الناحية الجمالية وتساءل لماذا ننظر للمسائل الاباحية عوض ان نركز على القضية الام وهي تعاطي المرأة للدعارة وثمن في المقابل هذا الاقبال الجماهيرى على مشاهدة الفيلم وقال السينمائي المغربي عز الدين كوريران ان هذا الفيلم كان من الاولى ان يعض بالمغرب معتبرا أن منعه من قاعات السينما بالمغرب  كان من منطق اسلاماوى مثمنا بادرة ايام قرطاج السينمائية بأن تكون تونس اول بلد عربي يقدم عروض هذا الفيلم وفي المقابل اعتبرت الصحفية التونسية نعيمة شوقي أنه كان يتعين على السلطات التونسية منع عرض هذا الفيلم مثلما فعلت المغرب لأنه يسيء لا للمرأة المغربية فحسب بل للمرأة العربية عموما  وفق تعبيرها وقالت ان الفيلم تضمن مشاهد اباحية كان على المخرج تجنبها ومعالجتها بطريقة اخرى ورأت الطالبة رانية الزيدى أن العرض يفتقد الى مشاهد تم حذفها وأعربت عن استغرابها لعدم بث الشريط كاملا مثلما تم بثه في مهرجان كان السينمائي في الصائفة الماضية فيما نفى مخرج العمل في ندوة صحفية عقب العرض حذف اى من مشاهد الفيلم وأفاد بالمناسبة سيقع توزيع الفيلم على القاعات التونسية وسيبدأ عرضه انطلاقا من شهر ديسمبر القادم.