بعد سلسلة أولى من الاستضافات لعدد من الجهات الداخلية خلال الربيع الماضي وشملت ولايات قبلي وتطاوين والكاف والقيروان وجندوبة والمهدية، نزلت ولاية قفصة ظهر  الاحد 25 نوفمبر ضيفة على مدينة الثقافة في تونس العاصمة لتقدم مجموعة من الفقرات الفرجوية والمعارض الفنية كشفت عن محزون تراثي ثري ومتنوّع وخصوصية ثقافية وحضارية متفرّدة.
وتهدف هذه التظاهرة بالخصوص التي أقّرتها وزارة الشؤون الثقافية ضمن برنامج « مدن الفنون فى مدينة الثقافة » الى التعريف بالموروث الثقافي لمختلف الجهات وتسليط
الضوء على الميزات الحضارية والثقافية لهذه الجهات وكذلك الفعل الابداعي لفنانيها وبصمتهم على خارطة الابداع الوطني. وتتنزّل هذه التظاهرة أيضا ضمن مقاربة جديدة للتعاطي مع حركة الابداع والفعل الثقافي في الجهات من خلال استقدامه لمدينة الثقافة واتاحة فرصة التمركز له في قلب العاصمة ومن ثمّة تيسير فرص التواصل الثقافي والحضاري بين المركز والجهات الداخلية وتحقيق حد ادنى من العدالة الثقافية من خلال فتح فضاءات مدينة الثقافة للجهات لتعرض ما صنعت أنامل مبدعيها في شتى المجالات الفنية.
جمهور غفير ومن مختلف الاعمار غصّ به البهو الرئيسي لمدينة الثقافة وكذلك ساحاتها وأروقتها حلّ ليتابع الفقرات المبرمجة ضمن هذه الاحتفالية متعددة التعبيرات الفنية والفرجوية والتي راوحت بين عروض الفنتازيا والفنون الشعبية والفلكلورية والمعارض الحرفية والتوثيقية وكذلك العروض الموسيقية والمسرحية.إشارة انطلاق فعاليات « يوم ولاية قفصة في مدينة الثقافة » التي حضرها محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية وعدد من الاطارات الجهوية بقفصة كانت بافتتاح  مجموعة من المعارض ضمّت « الملابس التقليدية » و »المنتجات الجلدية  » و »النسيج  » و »التراث الزراعي لحهة قفصة » و »معرض الاكلات التقليدية » وضم تشكيلة واسعة من الأطباق التي اشتهرت بها جهة قفصة على غرار الكسكسي بأنواعه و »البركوكش ».
كما اكتشف زوار مدينة الثقافة بهذه المناسبة ومن خلال مجموعة من المعارض اهم المعالم التاريخية والحضارية لجهة قفصة بداية من فترة « الحضارة القبصيّة  »
وكذلك الاحواض الرومانية ومغاور السند وتاريخ الجهة المنجمي والمعدات القديمة لاستخراج الفوسفاط الى جانب أعلام الجهة وأهم الشخصيات الوطنية أصيلة الجهة.
المنظمون أفردوا الحركة المسرحية بالجهة بمعرض وثائقي سلّط الضوء على أهم الفترات والمراحل والفرق والاعلام التي اثرت هذه الحركة على غرار فرق مدينة قفصة
للمسرح والممثّل الكبير عبد القادر مقداد.
« يوم ولاية قفصة في مدينة الثقافة » كان أيضا فنيا فلكلوريا حيث حضرت عروض الفنون الشعبية والموسيقى الصوفية والايقاعات الزنجية « السطمبالي » ولوحات الفروسية
وقدم مركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة بالمناسبة مسرحية « حديث لجبال » نص الطاهر رضواني، دراماتورجيا وإخراج الهادي عباس، سينوغرافيا عبد الواحد مبروك،
تمثيل دليلة المفتاحي، وحسن ربح ومحمد السعيدي، و إيمان مماش و لسعد حمدة.
وكان وزير الشؤون الثقافية أشار في تصريحات إعلامية بالمناسبة أن تظاهرة « ايام الجهات في مدينة الثقافة » احتفالية وطنية بتراث الجهات التونسية الداخلية وهو  برنامج حكومي يهدف بالأساس الى تثمين هذا الموروث والتعريف به على نطاق واسع.
وقال ان جهة قفصة تزخر بتاريخ عريق وثري جدا بحيث تكاد كل مدينة من مدن الولاية تتفرد بخصوصية ثقافية وتراثية والكل يعلم ان الجهة تتوفر على العشرات من
الشواهد الحضارية التي تقيم الدليل على هذا الثراء والتنوع.

وات