احتضنت الايام المسرحية بالكاف « 24 ساعة مسرح » التي تتخذ في دورتها الحالية ال17 شكل المهرجان ورشة علمية تقنية حول « الرقص والاغنية الفولكلورية  » شارك فيها باحثون من تونس وفرنسا بهدف التعرف على مميزات الفلكلور المحلي والوطني والنقاط المشتركة بينه وبين مثيله في دول الجوار المتوسطي وامكانيات تطويره.
الغناء والرقص والموسيقى الذي اداه طلبة المعهد العالي للموسيقى والمسرح بالكاف والفنانون التراثيون بالولاية تحت انظار منشطي الورشة الباحثين من ميدان الفلكلور كان محل تفكيك وتحليل في كل حركة ونبرة صوتية في محاولة لتحديد الاصول ونقاط التشابه مع الغير والربط معه.
ولاحظت الباحثة الكوريغرافية دومنيك باردو وهي تتابع العروض ضمن الورشة وتصورها بشغف حتى تعكف مع مساعديها على مزيد دراستها لاحقا ان  » كل شيىء في الفولكلور مثير للاهتمام. والمهم هو التعرف والاعتراف بالتراث بدون انغلاق على التقاليد. والثراء في الموروث الفني يشجع على الانفتاح واطلاع الاخر على هذا الثراء ».
ويرى جيرار استور المدير السابق لمسرح « فيتري  » في ضاحية باريس والمنشط ايضا في الورشة ان « إقبال الشباب التونسي على التراث الفني الشعبي بشكل كبير كما لاحظت يؤكد على الامل ويجعلني مطمئنا على مستقبل الفولكلور التونسي ».
ويشرح جيرار في حديثه لـ( وات) برنامجه مع حوالي عشرين من الشركاء بمن فيهم التونسيون والمسمى  » ارخبيل المتوسط » لتجميع المعلومات والتوثيق للتراث في البلدان المتوسطية وحفظها من الانحسار والبحث في ادماج اقسام منها في الحركة الفنية العصرية.
ويشدد عالم اجتماع الثقافة، عادل بوعلاق، من ناحيته على ان « التدقيق في التعبيرات الجسدية والصويتية تكون ذات اهمية كبيرة عندما تتم في موطنها حيث تقيم علاقة مباشرة مع الطبيعة ومع حياة الناس. كما انه من المهم التعرف على نقاط الالتقاء في الفلكلور المحلي مع غيره في الخارج بغية اقامة الرابط بين مختلف الثقافات وهذا ما نعمل عليه ».
يذكر أن فعاليات الدورة ال17 لمهرجان « 24 ساعة مسرح  » تفتتح رسميا غدا الاثنين تحت اشراف وزير الثقافة لكنها انطلقت فعليا يوم 23 مارس بمركز الفنون الركحية والدرامية بالكاف وتستمر الى يوم 28 منه ببرنامج يتضمن العديد من العروض السرحية والندوات والورشات والتظاهرات التنشيطية بالمؤسسات التربوية ودور الثقافة.