قدمت الحلقة الثانية من السلسلة التاسعة لمنتدى الفكر التونسي، امس الاربعاء 27  فيفري  بالمكتبة المعلوماتية بأريانة شخصية المفكر الاسلامي والمصلح الاجتماعي محمد الصادق بسيس (1914-1978)احد رواد التنوير والاصلاح في اربعينات القرن الماضي ورمز من رموز النضال ضد المستعمر .

ومحمد الصادق بسيس كما ورد في محاضرة الاستاذ، محمد العزيز الساحلي، طوع العلم الذي ما فتئ ينهل منه منذ نعومة اضافره بجامع الزيتونة المعمور والمدرسة الخلدونية لخدمة القضايا الوطنية والانسانية في تونس والوطن العربي. وقد عرف بتصوفه ورجاحة عقله وميله للفكر المعتدل والمستنير في خطبه بالجوامع، وكتاباته على اعمدة الصحف الصادرة انذاك على غرار « الزهرة » و »النهضة » و »النديم »، وصولا الى « الصباح » و »العمل » بعد انتسابه الى الحزب الدستوري الجديد .

وعرف محمد الصادق بسيس بنضاله ضد المستعمر الفرنسي حيث سجن ابان احداث 9 افريل 1938 لدفاعه عن حرية وطنه واستقلاله مثلما عرف عنه مناصرته للقضية الفلسطينية ودفاعه عن الشعب الفلسطيني وهو الذي بادر بتجميع المساعدات للفلسطينيين وخاطب وجدان العالم نصرة للاقصى عبر مؤلفاته الفكرية المتعددة.

عاش محمد الصادق بسيس مدافعا عن الكرامة الانسانية والحرية والفكر المستنير فهو القائل « الاجتهاد الفكري برهان على العقل الفعال »، كما كان مخلصا للمبادئ الكونية والقيم الاخلاقية والانفتاح على الحضارات والثقافات دون انبتات او تملص من القيم الاصيلة للدين الاسلامي الحنيف باعتبارها عماد التطور واساس الرقي حيث كتب يقول « ان الحضارة تصاغ من الخليط القديم النافع والجديد الاصيل ».

ترك محمد الصادق بسيس مؤلفات فكرية قيمة في العلوم الاسلامية والمناهج الاصلاحية والتراثية والثقافية على غرار « رياض الصالحين »، ومحمد بن عثمان السنوسي » و »شكيب ارسلان وصلته بالمغرب العربي »، و »الشيخ محمد العربي الكبادي » و »الرعاية الصحية في الاسلام »، و »الشيخ عبد العزيز المهدوي » والعديد من المخطوطات التي تسعى عائلته إلى اخراجها إلى النور عبر نشرها في مؤلفات لقيمتها الفكرية وثراء مخزونها المعرفي.

وات